سفر المكابين الثاني – الأصحَاحُ الخامس
  1. في ذلك الزمان تجهز انطيوكس لغزو مصر ثانية
  2. فحدث انه ظهر في المدينة كلها مدة اربعين يوما فرسان تعدو في الجو وعليهم ملابس ذهبية وفي ايديهم رماح وهم مكتبون كتائب
  3. و قنابل من الخيل مصطفة وهجوم وكر بين الفريقين وتقليب تروس وحراب كثيرة واستلال سيوف ورشق نبال ولمعان حلي ذهبية ودروع من كل صنف
  4. فكان الجميع يسالون ان يكون مال هذه الاية خيرا
  5. و ارجف قوم ان انطيوكس قد مات فاتخذ ياسون جيشا ليس باقل من الف نفس وهجم على المدينة بغتة حتى اذا دفع الذين على الاسوار واوشك ان ياخذ المدينة هرب منلاوس الى القلعة
  6. فطفق ياسون يذبح اهل وطنه بغير رحمة ولم يفطن ان الظفر بالاخوان هو عين الخذلان حتى كان نصرته هذه انما كانت على اعداء لا على بني امته
  7. لكنه لم يحز الرئاسة وانما احاق به اخيرا خزي كيده فهرب ثانية الى ارض بني عمون
  8. و كانت خاتمة امره منقلبا سيئا لان ارتاس زعيم العرب طرده فجعل يفر من مدينة الى مدينة والجميع ينبذونه ويبغضونه بغضة من ارتد عن الشريعة ويمقتونه مقت من هو قتال لاهل وطنه حتى دحر الى مصر
  9. فكان ان الذي غرب كثيرين هلك في الغربة في ارض لكديمون اذ لجا الى هناك بوسيلة القرابة
  10. و الذي طرح كثيرين بغير قبر اصبح لم يبك عليه ولم يدفن ولم يكن له قبر في وطنه
  11. فلما بلغت الملك هذه الحوادث اتهم اليهود بالانتقاض عليه فزحف من مصر وقد تنمر في قلبه واخذ المدينة عنوة
  12. و امر الجنود ان يقتلوا كل من صادفوه دون رحمة ويذبحوا المختبئين في البيوت
  13. فطفقوا يهلكون الشبان والشيوخ ويبيدون الرجال والنساء والاولاد ويذبحون العذارى والاطفال
  14. فهلك ثمانون الف نفس في ثلاثة ايام منهم اربعون الفا في المعركة وبيع منهم عدد ليس باقل من القتلى
  15. و لم يكتف بذلك بل اجترا ودخل الهيكل الذي هو اقدس موضع في الارض كلها وكان دليله منلاوس الخائن للشريعة والوطن
  16. و اخذ الانية المقدسة بيديه الدنستين مع ما اهدته ملوك الاجانب لزينة الموضع وبهائه وكرامته وقبض عليها بيديه النجستين ومضى
  17. فتشامخ انطيوكس في نفسه ولم يفطن الى ان الله غضب حينا لاجل خطايا سكان المدينة وانه لذلك اهمل الموضع
  18. و لولا انهم انهمكوا بخطايا كثيرة لجلد حال دخوله وردع عن جسارته كما وقع لهليودورس الذي بعثه سلوقس الملك لافتقاد الخزانة
  19. و لكن الرب لم يتخذ الامة لاجل الموضع بل الموضع لاجل الامة
  20. و لذلك بعدما اشترك الموضع في مصائب الامة عاد فاشترك في نعم الرب وبعدما خذله القدير في غضبه ادرك كل مجد عند توبته تعالى
  21. و حمل انطيوكس من الهيكل الفا وثماني مئة قنطار وبادر الرجوع الى انطاكية وقد خيلت اليه كبرياؤه وتشامخ نفسه انه يقطع البر بالسفن والبحر بالقدم
  22. و ترك عمالا يراغمون الامة منهم فيلبس في اورشليم وهو فريجي الاصل وكان اشرس اخلاقا من الذي نصبه
  23. و اندرونكس في جرزيم وايضا منلاوس الذي كان اشد جورا على الرعية من كليهما
  24. ثم حمله ما كان عليه من المقت لرعايا اليهود على ان ارسل ابلونيوس الرئيس البغيض في اثنين وعشرين الف جندي وامره ان يذبح كل بالغ منهم ويبيع النساء والصبيان
  25. فلما وفد الى اورشليم اظهر السلام وتربص الى يوم السبت المقدس حتى اذا دخل اليهود في عطلتهم امر اصحابه بان يتسلحوا
  26. و ذبح جميع الخارجين للتفرج ثم اقتحم المدينة بالسلاح واهلك خلقا كثيرا
  27. و ان يهوذا المكابي كان قد انصرف الى البرية وهو عاشر عشرة فلبث مع اصحابه في الجبال يعيشون عيشة الوحوش وياكلون العشب لئلا يشتركوا في النجاسة
سفر المكابين الثاني – الأصحَاحُ الرابع
  1. و كان سمعان المذكور الذي وشى في امر الاموال والوطن يقذف اونيا كانه هو اغرى هليودورس بذلك وجلب عليه ذلك الشر
  2. و بلغ من وقاحته انه وصف المحسن الى المدينة والقائم بمصلحة اهل وطنه والغيور على الشريعة بانه صاحب دسيسة
  3. فاشتدت العداوة حتى ان احد خواص سمعان شرع في القتل
  4. فلما تبين اونيا ما في ذلك الخصام من الخطر مع حماقة ابلونيوس قائد بقاع سورية وفينيقية الذي كان يمد سمعان في خبثه قصد الملك
  5. لا واشيا باهل وطنه ولكن ابتغاء لمصالح تعم الشعب برمته
  6. لانه راى انه بغير عناية الملك لا يمكن ان تكون الاحوال في سلام ولا ان يقلع سمعان عن رعونته
  7. و كان انه بعد وفاة سلوقس واستيلاء انطيوكس الملقب بالشهير على الملك طمع ياسون اخو اونيا في الكهنوت الاعظم
  8. فوفد على الملك ووعده بثلاث مئة وستين قنطار فضة وبثمانين قنطارا من دخل اخر
  9. و ما عدا ذلك ضمن له مئة وخمسين قنطارا غيرها ان رخص له بسلطة الملك في اقامة مدرسة للتروض وموضع للغلمان وان يكتتب اهل اورشليم في رعوية انطاكية
  10. فاجابه الملك الى ذلك فتقلد الرئاسة وما لبث ان صرف شعبه الى عادات الامم
  11. و الغى الاختصاصات التي انعم بها الملوك على اليهود على يد يوحنا ابي اوبولمس الذي قلد السفارة الى الرومانيين في عقد الموالاة والمناصرة وابطل رسوم الشريعة وادخل سننا تخالف الشريعة
  12. و بادر فاقام مدرسة للتروض تحت القلعة وساق نخبة الغلمان فجعلهم تحت القبعة
  13. فتمكن الميل الى عادات اليونان والتخلق باخلاق الاجانب بشدة فجور ياسون الذي هو كافر لا كاهن اعظم
  14. حتى ان الكهنة لم يعودوا يحرصون على خدمة المذبح واستهانوا بالهيكل واهملوا الذبائح لينالوا حظا في جوائز الملعب المحرمة بعد المباراة في رمي المطاث
  15. و كانوا يستخفون بماثر ابائهم ويتنافسون بمفاخر اليونان
  16. فلذلك احاقت بهم رزيئة شديدة فان الذين اولعوا برسومهم وحرصوا على التشبه بهم هم صاروا اعداء لهم ومنتقمين
  17. لان النفاق في الشريعة الالهية لا يذهب سدى كما يشهد بذلك ما سيجيء
  18. و لما جرت في صور المصارعة التي تجري كل سنة خامسة والملك حاضر
  19. انفذ ياسون الخبيث رسلا من اورشليم انطاكيي الرعوية ومعهم ثلاث مئة درهم فضة لذبيحة هركليس لكن هؤلاء طلبوا ان لا تنفق على الذبيحة لان ذلك كان غير لائق بل تنفق في شيء اخر
  20. فكان هذا المال في قصد مرسله لذبيحة هركليس لكنه بسعي الذين حملوه انفق في بناء سفن ثلاثية
  21. و ارسل ابولنيوس بن منستاوس الى مصر لمبايعة بطلماوس فيلوماتور الملك فعلم انطيوكس انه قد نحي عن تدبير الامور فوجه اهتمامه الى تحصين نفسه ورجع الى يافا ثم سار الى اورشليم
  22. فاستقبله ياسون واهل المدينة استقبالا جليلا ودخل بين المشاعل والهتاف ثم انصرف من هناك بالجيش الى فينيقية
  23. و بعد مدة ثلاث سنين وجه ياسون منلاوس اخا سمعان المذكور ليحمل اموالا للملك ويفاوضه في امور مهمة
  24. فتزلف الى الملك واطرا عظمة سلطانه واحال الكهنوت الاعظم الى نفسه بان زاد ثلاث مئة قنطار فضة على ما اعطى ياسون
  25. ثم رجع ومعه اوامر الملك ولم يكن على شيء مما يليق بالكهنوت الاعظم وانما كانت له اخلاق غاشم عنيف واحقاد وحش ضار
  26. و هكذا فان ياسون الذي ختل اخاه ختله اخر فطرد وفر الى ارض بني عمون
  27. و استولى منلاوس على الرئاسة الا انه لم يوف شيئا من الاموال التي كان وعد بها الملك
  28. فكان سستراتس رئيس القلعة يطالبه لانه كان مولي امر الجباية ولهذا السبب استدعيا كلاهما الى الملك
  29. فاستخلف منلاوس ليسيماكس اخاه على الكهنوت الاعظم واستخلف سستراتس كراتيس والي القبرسيين
  30. و حدث بعد ذلك ان اهل طرسوس وملو تمردوا لانهم جعلوا هبة لانطيوكيس سرية الملك
  31. فبادر الملك لاطفاء الفتنة واستخلف مكانه اندرونكس احد ذوي المناصب
  32. فراى منلاوس انه قد اصاب فرصة فسرق من الهيكل انية من الذهب اهدى بعضها الى اندرونكس وباع بعضها في صور والمدن التيبجوارها
  33. و لما تيقن اونيا ذلك حجه به وكان قد انصرف الى حمى بدفنة بالقرب من انطاكية
  34. فخلا منلاوس باندرونكس واغراه ان يقبض على اونيا فصار الى اونيا وخدعه بمكره وعاقده بقسم حتى حمله على الخروج من الحمى وان كان غير واثق به ثم اغتاله من ساعته ولم يرع للعدل حرمة
  35. فوقع ذلك موقع المقت عند اليهود بل عند كثير من سائر الامم وشق عليهم قتل الرجل بغيا
  36. فلما رجع الملك من نواحي قيلقية رفع اليه يهود المدينة مع ساءته هذه الجناية من اليونانيين مقتل اونيا عدوانا
  37. فتاسف انطيوكس ورق رحمة وبكى على حكمة ذلك المفقود وكثرة ادبه
  38. و اضطرم غضبا ولساعته نزع الارجوان عن اندرونكس ومزق حلله واطافه في المدينة كلها ثم اباد ذلك القاتل في الموضع الذي فتك فيه باونيا فانزل به الرب العقوبة التي استحقها
  39. و كان ليسيماكس في المدينة قد سلب باغراء منلاوس كثيرا من مال الاقداس فذاع الخبر في الخارج بان قد اخذ كثير من الذهب فاجتمع الجمهور على ليسيماكس
  40. فلما راى ليسيماكس هيجان الجموع وشدة غضبهم سلح ثلاثة الاف رجل واعمل ايدي الظلم تحت قيادة رجل عات قد تناهى في السن والحماقة جميعا
  41. فلما راوا ما عزم عليه ليسيماكس تناول بعضهم حجارة وبعضهم هراوى وبعضهم رمادا حثوه من كل جانب على اصحاب ليسيماكس
  42. فجرحوا كثيرين منهم وصرعوا بعضا وهزموهم باجمعهم وقتلوا سالب الاقداس عند الخزانة
  43. و اقيم الحكم في هذه الامور على منلاوس
  44. فلما قدم الملك الى صور ارسلت المشيخة ثلاثة رجال فرفعوا عليه الدعوى
  45. و اذ راى منلاوس انه مغلوب وعد بطلماوس بن دوريمانس بمال جزيل ليستميل الملك
  46. فدخل بطلماوس على الملك وهو في بعض الاروقة يتنسم الهواء وصرفه عن رايه
  47. فحكم لمنلاوس الذي هو علة الشر كله بالبراءة مما شكى به وقضى بالموت على اولئك المساكين الذين لو رفعوا دعواهم الى الاسكوتيين لحكم لهم بالبراءة
  48. و لم يلبث اولئك المحاجون عن المدينة والشعب والاقداس ان حل بهم العقاب الجائر
  49. فشق هذا التعدى حتى على الصوريين وبذلوا نفقات دفنهم بسخاء
  50. و استقر منلاوس في الرئاسة بشره ذوي الاحكام وكان لا يزداد الا خبثا ولم يزل لاهل وطنه كمينا مهلكا
سفر المكابين الثاني – الأصحَاحُ الثالث
  1. حين كانت المدينة المقدسة عامرة امنة والشرائع محفوظة غاية الحفظ لما كان عليه اونيا الكاهن الاعظم من الورع والبغض للشر
  2. كان الملوك انفسهم يعظمون المقدس ويكرمون الهيكل بافخر التقادم
  3. حتى ان سلوقس ملك اسية كان يؤدي من دخله الخاص جميع النفقات المختصة بتقديم الذبائح
  4. و ان رجلا اسمه سمعان من سبط بنيامين كان مقلدا الوكالة على الهيكل وقعت مخاصمة بينه وبين الكاهن الاعظم لاجل ظلم جناه علىالمدينة
  5. و اذ لم يمكنه التغلب على اونيا انطلق الى ابلونيوس بن ترساوس وكان اذ ذاك قائدا في بقاع سورية وفينيقية
  6. و اخبره ان الخزانة التي في اورشليم مشحونة من الاموال بما لا يستطاع وصفه حتى ان الدخل لا يحصى لكثرته وان ذلك ليس بمختص بنفقة الذبائح فيتهيا للملك ادخال ذلك كله في حوزته
  7. ففاوض ابلونيوس الملك واعلمه بالاموال التي وصفت له فاختار هليودورس قيم المصالح وارسله وامره بجلب الاموال المذكورة
  8. فتوجه هليودورس لساعته قاصدا في الظاهر التطوف في مدن بقاع سورية وفينيقية وكان في الواقع يقصد انفاذ مرام الملك
  9. فلما جاء اورشليم احسن الكاهن الاعظم ملتقاه فحدثه بما كوشفوا به وصرح له بسبب قدومه وساله هل الامر في الحقيقة كماذكر له
  10. فذكر له الكاهن الاعظم ان المال هو ودائع للارامل واليتامى
  11. و ان قسما منه لهركانس بن طوبيا احد عظماء الاشراف ثم ان الامر ليس على ما وشى به سمعان المنافق وانما المال كله اربعون قنطار فضة ومئتا قنطار ذهب
  12. فلا يجوز بوجه من الوجوه هضم الذين ائتمنوا قداسة الموضع ومهابة وحرمة الهيكل المكرم في المسكونة كلها
  13. لكن هليودورس بناء على امر الملك اصر على حمل الاموال الى خزانة الملك
  14. و عين يوما دخل فيه للفحص عن ذلك فكان في جميع المدينة ارتعاش شديد
  15. و انطرح الكهنة امام المذبح بحللهم الكهنوتية يبتهلون نحو السماء الى الذي سن في الودائع ان تصان لمستودعها
  16. و كان من راى وجه الكاهن الاعظم يتفطر فؤاده لان منظره وامتقاع لونه كانا ينبئان بما في نفسه من الارتعاش
  17. اذ كان الرجل قد اشتمل عليه الرعب والقشعريرة فكانا يدلان الرائين على ما في قلبه من الكابة
  18. و كان الناس يتبادرون من البيوت افواجا ليصلوا صلاة عامة لسبب الهوان المشرف على الموضع
  19. و كانت النساء يزدحمن في الشوارع وهن متحزمات بالمسوح تحت ثديهن والعذارى ربات الخدور يتجارين بعضهن الى الابواب وبعضهن الى الاسوار واخريات يتطلعن من الكوى
  20. و كلهن باسطات ايديهن الى السماء يتضرعن بالابتهال
  21. فكان انكسار الجمهور وانتظار الكاهن الاعظم وهو في ارتعاش شديد مما يصدع القلب رحمة
  22. و كانوا يتضرعون الى الاله القدير ان يحفظ الودائع موفوره لمستودعيها
  23. اما هليودورس فكان اخذا في اتمام ما قضى به وقد حضر هناك مع شرطه في الخزانة
  24. فصنع رب ابائنا وسلطان كل قدرة اية عظيمة حتى ان جميع الذين اجتراوا على الدخول صرعتهم قدرة الله واخذهم الانحلال والرعب
  25. و ذلك انه ظهر لهم فرس عليه راكب مخيف وجهازه فاخر فوثب وضرب هليودورس بحوافر يديه وكانت عدة الراكب كانها من ذهب
  26. و تراءى ايضا لهليودورس فتيان عجيبا القوة بديعا البهاء حسنا اللباس فوقفا على جانبيه يجلدانه جلدا متواصلا حتى اثخناه بالضرب
  27. فسقط لساعته على الارض وغشيه ظلام كثيف فرفعوه وجعلوه على محمل
  28. فاذا به بعد ان دخل الخزانة المذكورة في موكب حافل وجند كثير قد اصبح محمولا لا مغيث له وقد تجلت لهم قدرة الله علانية
  29. فكان مطروحا بالقوة الالهية ابكم منقطع الرجاء من الخلاص
  30. و اليهود يباركون الرب الذي مجد مقدسه وقد امتلا الهيكل ابتهاجا وتهللا اذ تجلى فيه الرب القدير بعدما كان قبيل ذلك مملوء اخوفا واضطرابا
  31. فبادر بعض من اصحاب هليودورس وسالوا اونيا ان يبتهل الى العلي ويمن عليه بالحياة اذ كان قد اصبح على اخر رمق
  32. فخالج قلب الكاهن الاعظم ان الملك ربما اتهم اليهود بمكيدة كادوها لهليودورس فقدم الذبيحة من اجل خلاص الرجل
  33. و بينما الكاهن الاعظم يقدم الكفارة اذ عاد ذانك الفتيان فظهر لهليودورس بلباسهما الاول ووقفا وقالا عليك بجزيل الشكر لاونيا الكاهن الاعظم فان الرب قد من عليك بالحياة من اجله
  34. و انت ايها المجلود فاخبر الجميع بقدرة الله العظيمة قالا ذلك وغابا عن النظر
  35. فقدم هليودورس ذبيحة للرب وصلى اليه صلوات عظيمة على انه من عليه بالحياة وشكر اونيا ورجع بجيشه الى الملك
  36. و كان يعترف امام الجميع بما عاينه من اعمال الله العظيم
  37. و سال الملك هليودورس من ترى يكون اهلا لان نعود فنرسله الى اورشليم فقال
  38. ان كان لك عدو او صاحب دسيسة في المملكة فارسله الى هناك فيرجع اليك مجلودا ان نجا فان في ذلك الموضع قدرة الهية لا محالة
  39. لان الذي مسكنه في السماء هو يراقب الموضع ويدافع عنه فيضرب الذين يقصدون بالشر ويهلكهم
  40. هذا ما كان من امر هليودورس وحماية الخزانة
سفر المكابين الثاني – الأصحَاحُ الثاني
  1. قد جاء في السجلات ان ارميا النبي امر اهل الجلاء ان ياخذوا النار كما ذكر وكما امر النبي اهل الجلاء
  2. اذ اوصاهم ان لا ينسوا وصايا الرب ولا تغوى قلوبهم اذا راوا تماثيل الذهب والفضة وما عليها من الزينة
  3. و حرضهم بمثل هذا الكلام على ان لا يزيلوا الشريعة من قلوبهم
  4. و جاء في هذه الكتابة ان النبي بمقتضى وحي سار اليه امر ان يذهب معه بالمسكن والتابوت حتى يصل الى الجبل الذي صعد اليه موسى وراى ميراث الله
  5. و لما وصل ارميا وجد كهفا فادخل اليه المسكن والتابوت ومذبح البخور ثم سد الباب
  6. فاقبل بعض من كانوا معه ليسموا الطريق فلم يستطيعوا ان يجدوه
  7. فلما اعلم بذلك ارميا لامهم وقال ان هذا الموضع سيبقى مجهولا الى ان يجمع الله شمل الشعب ويرحمهم
  8. و حينئذ يبرز الرب هذه الاشياء ويبدو مجد الرب والغمام كما ظهر في ايام موسى وحين سال سليمان ان يقدس الموضع تقديسا بهيا
  9. اذ اشتهر وابدى حكمته بتقديم الذبيحة لتدشين الهيكل وتتميمه
  10. فكما دعا موسى الرب فنزلت النار من السماء وافنت الذبيحة كذلك دعا سليمان فنزلت النار من السماء وافنت المحرقات
  11. و قال موسى انما افنيت ذبيحة الخطيئة لانها لم تؤكل
  12. و كذلك عيد سليمان للتدشين ثمانية الايام
  13. و قد شرح ذلك في السجلات والتذاكر التي لنحميا وكيف انشا مكتبة جمع فيها اخبار الملوك والانبياء وكتابات داود ورسائل الملوك في التقادم
  14. و كذلك جمع يهوذا كل ما فقد منا في الحرب التي حدثت لنا وهو عندنا
  15. فان كانت لكم حاجة بذلك فارسلوا من ياخذه اليكم
  16. و اذ قد ازمعنا ان نعيد عيد التطهير كتبنا اليكم وانكم لتحسنون الصنع اذا عيدتم هذه الايام
  17. و الله الذي خلص جميع شعبه ورد على الجميع الميراث والملك والكهنوت والمقدس
  18. كما وعد في الشريعة نرجو منه ان يرحمنا قريبا ويجمعنا مما تحت السماء الى الموضع المقدس
  19. فانه قد انقذنا من شرور عظيمة وطهر الموضع
  20. ان الحوادث التي وقعت ليهوذا المكابي واخوته وتطهير الهيكل العظيم وتدشين المذبح
  21. و الحروب التي وقعت مع انطيوكس الشهير وابنه اوباطور
  22. و الايات التي ظهرت من السماء في حقل الذين تحمسوا لدين اليهود حتى انهم مع قلتهم تسلطوا على البلاد بجملتها وطردوا جماهير الاعاجم
  23. و استردوا الهيكل الذي اشتهر ذكره في المسكونة باسرها وحرروا المدينة واحيوا الشرائع التي كادت تضمحل لان الرب عطف عليهم بكثرة مراحمه
  24. تلك الامور التي شرحها ياسون القيرواني في خمسة كتب قد اقبلنا نحن على اختصارها في درج واحد
  25. و لما راينا تكاثر الحوادث والصعوبة التي تعترض من اراد الخوض في اخبار التاريخ لكثرة المواد
  26. كان من همنا ان نجعل فيما كتبناه فكاهة للمطالع وسهولة للحافظ وفائدة للجميع
  27. فلم يكن تكلفنا لهذا الاختصار امرا سهلا وانما تم بالعرق والسهر
  28. كما ان الذي يعد مادبة ويبتغي بها منفعة الناس لا يكون الامر عليه سهلا غير انا لاجل مرضاة الكثيرين سنتحمل هذا النصب عن طيبة نفس
  29. تاركين التدقيق في تفاصيل الحوادث لاصحاب التاريخ وملتزمين في الاختصار استقراء اهم الوقائع
  30. فانه كما ينبغي لمن يهندس بيتا جديدا ان يهتم بجميع اجزاء البنيان ولمن يباشر الوسم والتصوير ان يتطلب اسباب الزينة هكذا ما نحن فيه على ما ارى
  31. فان التبحر والكلام على كل امر والبحث عن جزء فجزء من شان مصنف التاريخ
  32. و اما الملخص فمرخص له ان يسوق الحديث باختصار مع اهمال التدقيق في المباحث
  33. و ههنا نشرع في ايراد الحوادث مقتصرين من التمهيد على ما ذكرناه اذ ليس من الاصابة الاطناب فيما قبل التاريخ والايجاز في التاريخ
سفر المكابين الثاني – الأصحَاحُ الأَوَّلُ
  1. الى الاخوة اليهود الذين في مصر سلام اليكم من الاخوة اليهود الذين في اورشليم وبلاد اليهودية اطيب السلام
  2. ليبارككم الله ويذكر عهده مع ابراهيم واسحق ويعقوب عبيده الامناء
  3. و ليؤتكم جميعا قلبا لان تعبدوه وتصنعوا مشيئته بصدر مشروح ونفس راضية
  4. و يفتح قلوبكم لشريعته ووصاياه ويجعلكم في سلام
  5. و ليستجب لصلواتكم ويتب عليكم ولا يخذلكم في اوان السوء
  6. و نحن ههنا نصلي من اجلكم
  7. كنا نحن اليهود قد كتبنا اليكم في عهد ديمتريوس في السنة المئة والتاسعة والستين حين الضيق والشدة التي نزلت بنا في تلك السنين بعد انصراف ياسون والذين معه من الارض المقدسة والمملكة
  8. فانهم احرقوا الباب وسفكوا الدم الزكي فابتهلنا الى الرب فاستجاب لنا وقربنا الذبيحة والسميذ واوقدنا السرج وقدمنا الخبز
  9. فالان عليكم ان تعيدوا ايام المظال التي في شهر كسلو
  10. في السنة المئة والثامنة والثمانين من سكان اورشليم واليهودية والشيوخ ويهوذا الى ارسطوبولس مؤدب بطلماوس الملك الذي من ذرية الكهنة المسحاء والى اليهود الذين في مصر سلام وعافية
  11. نشكر الله الشكر الجزيل على انه خلصنا من اخطار جسيمة عند مناصبتنا للملك
  12. و دحر الذين يقاتلوننا في المدينة المقدسة
  13. فانه اذ كان الملك في فارس يقود جيشا لا يثبت امامه احد نكبوا في هيكل النناية بحيلة احتالها عليهم كهنة النناية
  14. و ذلك انه جاء انطيوكس ومن معه من اصحابه الى هناك متظاهرا بانه يريد ان يقارنها وفي نفسه ان ياخذ الاموال على سبيل الصداق
  15. فابرز كهنة النناية الاموال ودخل هو مع نفر يسير الى داخل المعبد ثم اغلقوا الهيكل
  16. فلما دخل انطيوكس فتحوا بابا خفيا كان في ارض الهيكل وقذفوا حجارة رجموا بها القائد ثم قطعوهم قطعا وحزوا رؤوسهم والقوها الى الذين كانوا في الخارج
  17. ففي كل شيء تبارك الهنا الذي اسلم الكفرة
  18. وبعد فإذ كنا مزمعين ان نعيد عيد تطهير الهيكل في اليوم الخامس والعشرين من شهر كسلو راينا من الواجب ان نعلن اليكم انتعيدوا انتم ايضا عيد المظال والنار التي ظهرت حين بنى نحميا الهيكل والمذبح وقدم الذبيحة
  19. فانه حين اجلي اباؤنا الى فارس اخذ بعض اتقياء الكهنة من نار المذبح سرا وخباوها في جوف بئر لا ماء فيها وحافظوا عليها بحيث بقي الموضع مجهولا عند الجميع
  20. و بعد انقضاء سنين كثيرة حين شاء الله ارسل ملك فارس نحميا الى هنا فبعث اعقاب الكهنة الذين خباوا النار لالتماسها الا انهم كما حدثونا لم يجدوا نارا بل ماء خاثرا
  21. فامرهم ان يغرفوا وياتوا به ولما احضرت الذبائح امر نحميا الكهنة ان ينضحوا بهذا الماء الخشب والموضوع عليه
  22. فصنعوا كذلك ولما برزت الشمس وقد كانت محجوبة بالغيم اتقدت نار عظيمة حتى تعجب الجميع
  23. و عند احراق الذبيحة كان الكهنة كلهم يصلون وكان يوناتان يبدا والباقون يجيبونه
  24. و هذا ما صلى به نحميا ايها الرب الرب الاله خالق الكل المرهوب القوي العادل الرحيم يا من هو وحده الملك والبار
  25. يا من هو وحده المتفضل العادل القدير الازلي مخلص اسرائيل من كل شر الذي اصطفى اباءنا وقدسهم
  26. تقبل الذبيحة من اجل جميع شعبك اسرائيل وصن ميراثك وقدسه
  27. و اجمع شتاتنا واعتق المستعبدين عند الامم وانظر الى الممتهنين والممقوتين ولتعلم الامم انك انت الهنا
  28. و عاقب الظالمين والقاذفين بتجبر
  29. و اغرس شعبك في مكانك المقدس كما قال موسى
  30. و كان الكهنة يرنمون بالاناشيد
  31. و لما احرقت الذبيحة امر نحميا بان يريقوا ما بقي من الماء على الحجارة الكبيرة
  32. فلما صنعوا ذلك اتقد اللهيب فاطفاه النور المنبعث من المذبح
  33. فشاع ذلك واخبر ملك فارس ان الموضع الذي خبا فيه الكهنة النار حين جلائهم قد ظهر فيه ماء وبه طهر الذين مع نحميا الذبيحة
  34. فسيجه الملك وصيره مقدسا بعد الفحص عن الامر
  35. و انعطف الملك اليهم واخذ عطايا كثيرة ووهبها لهم
  36. و سماه الذين مع نحميا نفطار اي تطهيرا ويعرف عند كثيرين بنفطاي
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ السادس عشر
  1. فصعد يوحنا من جازر واخبر سمعان اباه بما صنع كندباوس
  2. فدعا سمعان ابنيه الاكبرين يهوذا ويوحنا وقال لهما انا لم نزل انا واخوتي وبيت ابي نحارب حروب اسرائيل منذ صغرنا الى هذا اليوم وقد انجح على ايدينا خلاص اسرائيل مرارا كثيرة
  3. و الان فاني قد شخت وانتما برحمة الله قد بلغتما اشدكما فقوما مقامي ومقام اخي واخرجا وقاتلا عن امتكما وليؤازركما النصر من السماء
  4. و انتخب من البلاد عشرين الفا من رجال الحرب والفرسان فزحفوا على كندباوس وباتوا بمودين
  5. ثم قاموا في الغد وانطلقوا الى السهل فاذا تلقائهم جيش عظيم من الرجالة والفرسان وكان بين الفريقين واد
  6. فنزل يوحنا بازائهم هو وشعبه واذ راى الشعب خائفا من عبور الوادي عبر هو اولا فلما راه الرجال عبروه وراءه
  7. ففرق الشعب وجعل الفرسان في وسط الرجالة وكانت فرسان العدو كثيرة جدا
  8. ثم نفخوا في الابواق المقدسة فانكسر كندباوس وجيشه وسقط منهم قتلى كثيرين وفر الباقون الى الحصن
  9. حينئذ جرح يهوذا اخو يوحنا وتعقبهم يوحنا حتى بلغ كندباوس الى قدرون التي بناها
  10. ففروا الى البروج التي بارض اشدود فاحرقها بالنار فسقط منهم الفا رجل ثم رجع الى ارض يهوذا بسلام
  11. و كان بطلماوس بن ابوبس قد اقيم قائدا في بقعة اريحا وكان عنده من الفضة والذهب شيء كثير
  12. و كان صهر الكاهن الاعظم
  13. فتشامخ في قلبه وطلب ان يستولي على البلاد وقد نوى الغدر بسمعان وبنيه حتى يهلكهم
  14. و كان سمعان يجول في مدن البلاد ينظر في مهماتها فنزل الى اريحا هو ومتتيا ويهوذا ابناه في السنة المئة والسابعة والسبعين في شهر شباط
  15. فانزلهم ابن ابوبس بحصين كان قد بناه يقال له دوق وهو يضمر لهم الغدر وصنع لهم مادبة عظيمة واخفى هناك رجالا
  16. فلما سكر سمعان وبنوه قام بطلماوس ومن معه واخذوا سلاحهم ووثبوا على سمعان في المادبة وقتلوه هو وابنيه وبعضا من غلمانه
  17. و خان خيانة فظيعة وكافا الخير بالشر
  18. ثم كتب بطلماوس بذلك وارسل الى الملك ان يوجه اليه جيشا لنصرته فيسلم اليه البلاد والمدن
  19. و وجه قوما الى جازر لاهلاك يوحنا وانفذ كتبا الى رؤساء الالوف ان ياتوه حتى يعطيهم فضة وذهبا وهدايا
  20. و ارسل اخرين ليستولوا على اورشليم وجبل الهيكل
  21. فسبق واحد واخبر يوحنا في جازر بهلاك ابيه واخويه وان بطلماوس قد بعث من يقتله
  22. فلما سمع ذلك بهت جدا وقبض على الرجال الذين اتوا ليقتلوه وقتلهم لعلمه انهم يريدون اهلاكه
  23. و بقية اخبار يوحنا وحروبه وما ابداه من الحماسة وبناؤه الاسوار التي بناها واعماله
  24. مكتوبة في كتاب ايام كهنوته الاعظم منذ تقلد الكهنوت الاعظم بعد ابيه
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ الخامس عشر
  1. و انفذ انطيوكس بن ديمتريوس الملك كتبا من جزائر البحر الى سمعان الكاهن رئيس امة اليهود والى الشعب اجمع
  2. و هذه فحواها من انطيوكس الملك الى سمعان الكاهن الاعظم رئيس الامة والى شعب اليهود سلام
  3. انه اذ كان قوم من ذوي الفساد قد تسلطوا على مملكة ابائنا كان من همي الان ان استخلص المملكة حتى اعيدها الى ما كانت عليه منقبل وقد حشدت جيوشا كثيرة وجهزت اسطولا للحرب
  4. و انا عازم ان اتقدم على البلاد لانتقم من الذين افسدوا في بلادنا وخربوا مدنا كثيرة في المملكة
  5. فالان اقرر لك كل حطيطة حطها عنك الملوك من قبلي وكل ما اعفوك منه من التقادم
  6. و قد ابحت لك ان تضرب في بلادك سكة خاصة
  7. و ان تكون اورشليم والاقداس حرة وكل ما جهزته من الاسلحة وبنيته من الحصون التي في يدك فليبق لك
  8. و كل ضريبة ملكية كانت فيما سلف او تكون فيما ياتي تفعى منها من الان على طول الزمان
  9. و اذا فزنا بمملكتنا اعززناك انت وامتك والهيكل اعزازا عظيما حتى يتلالا مجدكم في الارض كلها
  10. و في السنة المئة والرابعة والسبعين خرج انطيوكس الى ارض ابائه فاجتمع اليه جميع الجيوش حتى لم يبق مع تريفون الا نفر يسير
  11. فتعقبه انطيوكس الملك فانطلق هاربا الى دورا التي على البحر
  12. اذ ايقن ان قد تراكم عليه الشر وخذلته الجيوش
  13. فنزل انطيوكس على دورا ومعه مئة وعشرون الفا من رجال الحرب وثمانية الاف فارس
  14. و احاط بالمدينة وتقدم الاسطول من البحر فضايق المدينة برا وبحرا ولم يدع احدا يدخل او يخرج
  15. و قدم نومانيوس والذين معه من رومية كتبا الى الملوك والبلاد كتب فيها هكذا
  16. من لوكيوس وزير الرومانيين الى بطلماوس الملك سلام
  17. لقد اتانا رسل اليهود اوليائنا ومناصرينا يجددون قديم الموالاة والمناصرة مرسلين من قبل سمعان الكاهن وشعب اليهود
  18. و معهم ترس من ذهب وزنه الف منا
  19. فلذلك راينا ان نكتب الى الملوك والبلاد ان لا يطلبوهم بسوء ولا يقيموا عليهم حربا ولا على شيء من مدنهم وبلادهم ولا يناصروا من يحاربهم
  20. و حسن لدينا ان نقبل منهم الترس
  21. فان فر اليكم من بلادهم بعض من رجال الفساد فاسلموهم الى سمعان الكاهن الاعظم لينتقم منهم على مقتضى شريعتهم
  22. و كتب مثل ذلك الى ديمتريوس الملك واتالس وارياراطيس وارساكيس
  23. و الى جميع البلاد الى لمساكس واسبرطة وديلس ومندس وسيكيون وكارية وسامس وبمفيلية وليكية واليكرنسس ورودس وفسيليس وكوس وسيدن وارادس وجرتينة وكنيدس وقبرس والقيروان
  24. و كتبوا بنسخة تلك الكتب الى سمعان الكاهن الاعظم
  25. و عاد انطيوكس الملك فحاصر دورا ولم يزل يضايقها وينصب عليها المجانيق واحاط بالتريفون لئلا يدخل ويخرج
  26. فارسل اليه سمعان الفي رجل منتخبين نصرة له وفضة وذهبا وانية كثيرة
  27. فابى انطيوكس ان يقبلها ونقض كل ما كان عاهده به من قبل وتغير عليه
  28. و ارسل اليه اتينوبيوس احد اصحابه ليفاوضه قائلا انكم مستولون على يافا وجازر والقلعة التي باورشليم وهي من مدن مملكتي
  29. و قد خربتم تخومها وضربتم الارض ضربة عظيمة وتسلطتم على اماكن كثيرة في مملكتي
  30. فالان اسلموا المدن التي استحوذتم عليها وادوا خراج الاماكن التي تسلطتم عليها في خارج تخوم اليهودية
  31. و الا فادوا عنها خمس مئة قنطار فضة وعن الاتلاف الذي اتلفتموه وعن خراج المدن خمس مئة قنطار اخرى والا وفدنا عليكم مقاتلين
  32. فجاء اتينوبيوس صاحب الملك الى اورشليم وشاهد مجد سمعان وخزانة انيته الفضية والذهبية واثاثا وافرا فبهت واخبرهبكلام الملك
  33. فاجاب سمعان وقال له انا لم ناخذ ارضا لغريب ولم نستول على شيء لاجنبي ولكنه ميراث ابائنا الذي كان اعداؤنا قد استولوا عليه ظلما حينا من الدهر
  34. فلما اصبنا الفرصة استرددنا ميراث ابائنا
  35. فاما يافا وجازر اللتان تطالب بهما فانهما كانتا تجلبان على الشعب في بلادنا نكبات شديدة غير انا نؤدي عنهما مئة قنطار فلم يجبه اتينوبيوس بكلمة
  36. و رجع الى الملك مغضبا واخبره بهذا الكلام وبمجد سمعان وكل ما شاهده فغضب الملك غضبا شديدا
  37. و ركب تريفون في سفينة وفر الى ارطوسياس
  38. ففوض الملك قيادة الساحل الى كندباوس وجعل تحت يده جنودا من الرجالة وفرسانا
  39. و امره ان يزحف على اليهودية واوعز اليه ان يبني قدرون ويحصن الابواب ويقاتل الشعب ثم ان الملك تعقب تريفون
  40. فبلغ كندباوس الى يمنيا وجعل يرغم الشعب ويغير على اليهودية ويسبي في الشعب ويقتل وبني قدرون
  41. و جعل فيها فرسانا وجنودا ليخرجوا وينتشروا في طرق اليهودية كما رسم له الملك
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ الرابع عشر
  1. و في السنة المئة والثانية والسبعين جمع ديمتريوس الملك جيوشه وسار الى ماداي يستمد نجدة لمحاربة تريفون
  2. و بلغ ارساكيس ملك فارس وماداي ان ديمتريوس قد دخل تخومه فارسل بعض رؤسائه ليقبض عليه حيا
  3. فذهب وضرب جيش ديمتريوس وقبض عليه واتى به ارساكيس فجعله في السجن
  4. فهدات ارض يهوذا كل ايام سمعان وجعل همه مصلحة امته فكانوا مبتهجين بسلطانه ومجده كل الايام
  5. و فضلا عن ذلك المجد كله جعل يافا مرسى وفتح مجازا لجزائر البحر
  6. و وسع تخوم امته واستحوذ على البلاد
  7. و جمع اسرى كثيرين وامتلك جازر وبيت صور والقلعة واخرج منها النجاسات ولم يكن من يقاومه
  8. و كانوا يفلحون ارضهم بسلام والارض تعطي اتاءها واشجار الحقول اثمارها
  9. و كان الشيوخ يجلسون في الساحات يتفاوضون جميعا في مصالح الامة والشبان متسربلين بالبهاء وعليهم حلل الحرب
  10. و كان سمعان يمير المدن بالطعام ويهيئ فيها اسباب التحصين حتى صار ذكر مجده الى اقاصي الارض
  11. و قرر السلم في ارضه فلبث اسرائيل في فرح عظيم
  12. و جلس كل واحد تحت كرمته وتينته ولم يكن من يذعرهم
  13. و لم يبق في الارض من يحاربهم وقد انكسرت الملوك في تلك الايام
  14. و قوى كل من كان ضعيفا في شعبه وغار على الشريعة واستاصل كل اثيم وشرير
  15. و عظم الاقداس واكثر من الانية المقدسة
  16. و بلغ خبر وفاة يوناتان الى رومية واسبرطة فاسفوا اسفا شديدا
  17. و اذ بلغهم ان سمعان اخاه قد تقلد الكهنوت الاعظم مكانه وصارت البلاد وما بها من المدن تحت سلطانه
  18. كتبوا اليه على الواح من نحاس يجددون معه ما كانوا قد قرروه مع يهوذا ويوناتان اخويه من الموالاة والمناصرة
  19. فقرئت الالواح بمشهد الجماعة في اورشليم وهذه صورة الكتب التي انفذها الاسبرطيون
  20. من رؤساء الاسبرطيين ومن المدينة الى سمعان الكاهن الاعظم والى الشيوخ والكهنة وسائر شعب اليهود اخوتنا سلام
  21. لقد اخبرنا الرسل الذين انفذتموهم الى شعبنا بما انتم فيه من العزة والكرامة فسررنا بوفدهم
  22. و دونا ما قالوه في دواوين الشعب هكذا قد قدم علينا نومانيوس بن انطيوكس وانتيباتير ابن ياسون رسولا اليهود ليجددا مابيننا من الموالاة
  23. فحسن لدى الشعب ان يلتقي الرجلين باكرام ويثبت صورة كلامهما في سجلات الشعب المخصصة لتكون تذكارا عند شعب الاسبرطيين وقد كتبنا بنسختها الى سمعان الكاهن الاعظم
  24. و بعد ذلك ارسل سمعان نومانيوس الى رومية ومعه ترس عظيم من الذهب وزنه الف منا ليقرر المناصرة بينه وبينهم
  25. فلما سمع الشعب ذلك الكلام قالوا بماذا نكافئ سمعان وبنيه
  26. على ثباته هو واخوته وبيت ابيه ودفعه عن اسرائيل اعداءه وتمتيعه له بالحرية وكتب في الواح من نحاس جعلوها على انصابفي جبل صهيون
  27. ما صورته في اليوم العاشر من شهر ايلول في السنة المئة والثانية والسبعين وهي السنة الثالثة لسمعان الكاهن الاعظم في سرمال
  28. في مجمع عظيم من الكهنة والشعب ورؤساء الامة وشيوخ البلاد ثبت عندنا ان قد وقعت حروب كثيرة في البلاد
  29. و ان سمعان بن متتيا من بني ياريب واخوته قد القوا بانفسهم في المخاطر وناهضوا اعداء امتهم صيانة لاقداسهم والشريعة واولوا امتهم مجدا كبيرا
  30. و ان يوناتان جمع شمل امته وتقلد فيهم الكهنوت الاعظم ثم انضم الى قومه
  31. فهم اعداؤهم بالغارة على ارضهم ليدمروا بلادهم ويلقوا ايديهم على اقداسهم
  32. حينئذ نهض سمعان وقاتل عن امته وانفق كثيرا من امواله وسلح رجال الباس من امته واجرى عليهم الارزاق
  33. و حصن مدن اليهودية وبيت صور التي عند حدود اليهودية حيث كانت اسلحة الاعداء من قبل وجعل هناك حرسا من رجال اليهود
  34. و حصن يافا التي على البحر وجازر التي عند حدود اشدود حيث كان الاعداء مقيمين من قبل واسكن هناك يهودا وجعل فيهما كل ما ياول الى اعزاز شانهما
  35. فلما راى الشعب ما فعل سمعان والمجد الذي شرع في انشائه لامته اقاموه قائدا لهم وكاهنا اعظم لما صنعه من ذلك كله ولاجل عدله والوفاء الذي حفظه لامته والتماسه اعزاز شعبه بجميع الوجوه
  36. و في ايامه تم النجح على يديه باجلاء الامم عن البلاد وطرد الذين في مدينة داود باورشليم وكانوا قد بنوا لانفسهم قلعة يخرجون منها وينجسون ما حول الاقداس ويفسدون الطهارة افسادا عظيما
  37. و اسكن فيها رجالا من اليهود وحصنها لصيانة البلاد والمدينة ورفع اسوار اورشليم
  38. و اقره الملك ديمتريوس في الكهنوت الاعظم
  39. و جعله من اصدقائه وعظمه جدا
  40. اذ بلغه ان الرومانيين يسمون اليهود اولياء لهم ومناصرين واخوة وقد تلقوا رسل سمعان باكرام
  41. و ان اليهود وكهنتهم قد حسن لديهم ان يكون سمعان رئيسا وكاهنا اعظم مدى الدهر الى ان يقوم نبي امين
  42. و يكون قائدا لهم ويهتم بالاقداس ويقيم منهم اناسا على الاعمال والبلاد والاسلحة والحصون
  43. و يتولى امر الاقداس وان يطيعه الجميع وتكتب باسمه جميع الصكوك في البلاد ويلبس الارجوان والذهب
  44. و لا يحل لاحد من الشعب والكهنة ان ينقض شيئا من ذلك او يخالف شيئا مما يامر به او يجمع مجمعا بدونه في البلاد او يلبس الارجوان وعروة الذهب
  45. و من فعل خلاف ذلك ونقض شيئا منه فهو مجرم
  46. و قد رضي الشعب كله بان يقلد سمعان جميع ما ذكر
  47. و قبل سمعان ورضي ان يكون كاهنا اعظم وقائدا ورئيسا لامة اليهود وللكهنة وحاكما على الجميع
  48. و رسموا بان تدون هذه الكتابة في الواح من نحاس توضع في رواق الاقداس في موضع مشهود
  49. و توضع صورها في الخزانة حتى تبقى لسمعان وبنيه
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ الثالث عشر
  1. و بلغ سمعان ان تريفون قد جمع جيشا عظيما ليغير على ارض يهوذا ويدمرها
  2. و راى ان شعبه قد داخله الرعب والرعدة فصعد الى اورشليم وجمع الشعب
  3. و شجعهم وقال لهم قد علمتم ما فعلت انا واخوتي واهل بيت ابي من اجل السنن والاقداس وما لقينا من الحروب والشدائد
  4. و قد كان في ذلك هلاك اخوتي جميعا لاجل اسرائيل وبقيت انا وحدي
  5. و الان فحاش لي ان اضن بنفسي في كل موقع ضيق فاني لست خيرا من اخوتي
  6. بل انتقم لامتي وللاقداس ولنسائنا واولادنا لان الامم باسرها قد اجتمعت لتدميرنا بغضا
  7. فلما سمع الشعب هذا الكلام ثارت نفوسهم
  8. و اجابوا بصوت عظيم قائلين انت قائد لنا مكان يهوذا ويوناتان اخيك
  9. فحارب حربنا ومهما قلت لنا فانا نفعله
  10. فحشد جميع رجال القتال وجد في اتمام اسوار اورشليم وحصنها مما حولها
  11. ثم وجه يوناتان بن ابشالوم الى يافا في عدد واف من الجيش فطرد الذين كانوا فيها واقام هناك
  12. و زحف تريفون من بطلمايس في جيش عظيم قاصدا ارض يهوذا ومعه يوناتان تحت الحفظ
  13. و كان سمعان حالا بحاديد قبالة السهل
  14. و علم تريفون ان سمعان قد قام في موضع يوناتان اخيه وانه مزمع ان يلحم الحرب معه فانفذ اليه رسلا
  15. يقول انا انما قبضنا على يوناتان اخيك لمال كان عليه للملك فيما باشره من الامور
  16. فالان ارسل مئة قنطار فضة وابنيه رهينة لئلا يغدر بنا اذا اطلقناه وحينئذ نطلقه
  17. و علم سمعان انهم انما يكلمونه بمكر الا انه ارسل المال والولدين مخافة ان يجلب على نفسه عداوة عظيمة من قبل الشعب ويقولوا
  18. لسبب انه لم يرسل اليه المال والولدين هلك
  19. فوجه الولدين ومئة القنطار الا ان تريفون اخلف ولم يطلق يوناتان
  20. و جاء تريفون بعد ذلك ليغير على البلاد ويدمرها ودار في الطريق الى ادورا وكان سمعان وجيشه يقاومونه حيثما تقدم
  21. و انفذ الذين في القلعة رسلا الى تريفون يلحون عليه ان ياتيهم في طريق البرية وينفذ اليهم ميرة
  22. فجهز تريفون جميع فرسانه للمسير في ذلك الليل لكن اذ تكاثر الثلج جدا منعهم الثلج من المسير فارتحل واتى الى ارض جلعاد
  23. و لما ان قارب بسكاما قتل يوناتان ودفنوه هناك
  24. ثم رجع تريفون وانصرف الى ارضه
  25. فارسل سمعان واخذ عظام يوناتان اخيه ودفنها في مودين مدينة ابائه
  26. و ناح عليه كل اسرائيل نوحا عظيما وندبوه اياما كثيرة
  27. و شيد سمعان على قبر ابيه واخوته بناء عاليا منظورا بحجارة نحتت من وراء ومن امام
  28. و نصب على القبور سبعة اهرام واحدا بازاء واحد لابيه وامه واخوته الاربعة
  29. و زينها بفنون ونقوش وجعل حولها اعمدة عظيمة مرسوما على الاعمدة اسلحة تخليدا لذكرهم وبجانب الاسلحة سفن منقوشة وكانت منظورة لجميع ركاب البحر
  30. هذا هو القبر الذي صنعه بمودين باقيا الى هذا اليوم
  31. و سلك تريفون بالغدر مع انطيوكس الملك الصغير وقتله
  32. و ملك مكانه ولبس تاج اسية وضرب الارض ضربة عظيمة
  33. و بنى سمعان حصون اليهودية وعززها بالبروج الرفيعة والاسوار العظيمة والابواب والمزاليج وادخر ميرة في الحصون
  34. و انتخب سمعان رجالا وارسل الى ديمتريوس الملك ان يعفي البلاد لان كل ما فعله تريفون انما كان اختلاسا
  35. فبعث اليه ديمتريوس الملك بهذا الكلام واجابه وكتب اليه كتابا هذه صورته
  36. من ديمتريوس الملك الى سمعان الكاهن الاعظم وصديق الملوك والى الشيوخ وشعب اليهود سلام
  37. قد وصل الينا اكليل الذهب والسعفة التي بعثت بها الينا وفي عزمنا ان نعقد معكم سلما وثيقا ونكاتب ارباب الامور ان يعفوكم مما عليكم
  38. و كل ما رسمنا لكم يبقى مرسوما والحصون التي بنيتموها تكون لكم
  39. و لكن ما فرط من هفوة وخطا الى هذا اليوم نتجاوز عنه والاكليل الذي لنا عليكم وكل وضيعة اخرى على اورشليم نعفيكم منها
  40. و ان كان فيكم اهل للاكتتاب في جندنا فليكتتبوا ولكن فيما بيننا سلم
  41. و في السنة المئة والسبعين خلع نير الامم عن اسرائيل
  42. و بدا شعب اسرائيل يكتب في توقيع الصكوك والعقود في السنة الاولى لسمعان الكاهن الاعظم قائد اليهود ورئيسهم
  43. في تلك الايام نزل سمعان على غزة وحاصرها بجيوشه وصنع دبابات وادناها من المدينة وضرب احد البروج واستولى عليه
  44. و هجم الذين في الدبابة على المدينة فوقع اضطراب عظيم في المدينة
  45. و صعد الذين في المدينة مع النساء الى السور ممزقة ثيابهم وصرخوا بصوت عظيم الى سمعان يسالونه الامان
  46. و قالوا لا تعاملنا بحسب مساوئنا بل بحسب رافتك
  47. فرق لهم سمعان وكف عن قتالهم واخرجهم من المدينة وطهر البيوت التي كانت فيها اصنام ثم دخلها بالتسبيح والشكر
  48. و ازل منها كل رجاسة واسكن هناك رجالا من المتمسكين بالشريعة وحصنها وبنى له فيها منزلا
  49. و اما الذين في قلعة اورشليم فاذ كانوا قد منعوا من الخروج ودخول البلد ومن البيع والشراء اشتدت مجاعتهم ومات كثير منهم
  50. فصرخوا الى سمعان يسالون الامان فامنهم واخرجهم من هناك وطهر القلعة من النجاسات
  51. و دخلها في اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني في السنة المئة والحادية والسبعين بالحمد والسعف والكنارات والصنوج والعيدان والتسابيح والاناشيد لانحطام العدو الشديد من اسرائيل
  52. و رسم ان يعيد ذلك اليوم بسرور كل سنة
  53. ثم حصن جبل الهيكل الذي بجانب القلعة وسكن هناك هو والذين معه
  54. و راى سمعان ان يوحنا ابنه رجل باس فجعله قائدا على جميع الجيوش واقام بجازر
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ الثاني عشر
  1. و راى يوناتان ان له فرصة ملائمة فاختار رجالا وسيرهم الى رومية ليقروا الموالاة بينهم ويجددوها
  2. و ارسل معهم الى اسبرطة واماكن اخرى كتبا في هذا المعنى
  3. فانطلقوا الى رومية ودخلوا الشورى وقالوا انا مرسلون من قبل يوناتان الكاهن الاعظم وامة اليهود لنجدد ما بينكم وبينهم من الموالاة والمناصرة كما كان من قبل
  4. فاعطوهم كتبا للعمال في الاقاليم حتى يبلغوهم ارض يهوذا بسلام
  5. و هذه نسخة الكتب التي كتبها يوناتان الى اهل اسبرطة
  6. من يوناتان الكاهن الاعظم وشيوخ الامة ومن الكهنة وسائر شعب اليهود الى اهل اسبرطة اخوتهم سلام
  7. ان اريوس المالك فيكم كان قديما قد انفذ كتبا الى اونيا الكاهن الاعظم يشهد انكم اخوتنا على ما هو في نسختها
  8. فتلقى اونيا الرسول باكرام واخذ الكتب المصرح فيها بالمناصرة والموالاة
  9. فنحن وان لم تكن بنا حاجة الى ذلك بما لنا من التعزية في الاسفار المقدسة التي في ايدينا
  10. قد اثرنا مراسلتكم لنجدد الاخاء والموالاة لئلا نعد من الاجانب عندكم اذ قد مضى على مكاتبتكم لنا زمان مديد
  11. و انا في كل حين في الاعياد وسائر الايام المفروضة لا نزال نذكركم في الذبائح التي نقدمها وفي الصلوات كما ينبغي ويليقان يذكر الاخوة
  12. و يسرنا ما انتم عليه من الاعتزاز
  13. اما نحن فقد احاطت بنا مضايق كثيرة وحروب عديدة وقاتلنا الملوك الذين من حولنا
  14. لكنا كرهنا ان نثقل عليكم وعلى سائر مناصرينا واوليائنا في تلك الحروب
  15. فان لنا من السماء مددا يمدنا وقد تخلصنا من اعدائنا واذللناهم
  16. و الان فقد اخترنا نومانيوس بن انطيوكس وانتيباتير بن ياسون وارسلناهما الى الرومانيين لنجدد ما كان بيننا قبلا من الموالاة والمناصرة
  17. و امرناهما بان يقدما اليكم ويقرئاكم السلام ويسلما اليكم الكتب من قبلنا في تجديد اخائنا
  18. و لكم جميل الصنع ان اجبتمونا الى ذلك
  19. و هذه نسخة الكتب التي ارسلها الى اونيا
  20. من اريوس ملك الاسبرطيين الى اونيا الكاهن الاعظم سلام
  21. و بعد فقد وجد في بعض الكتب ان الاسبرطيين واليهود اخوة من نسل ابراهيم
  22. و اذ قد علمنا ذلك فلكم جميل الصنع ان راسلتمونا فيما انتم عليه من السلام
  23. و الان فان جوابنا اليكم ان مواشيكم واملاككم هي لنا وان ما لنا هو لكم هذا ما اوصينا بان تبلغوه
  24. و بلغ يوناتان ان قواد ديمتريوس قد عادوا لمحاربته بجيش يزيد على جيشه الاول
  25. فخرج من اورشليم ووافاهم في ارض حماة ولم يمهلهم ان يطاوا ارضه
  26. ثم ارسل جواسيس الى محلتهم فرجعوا واخبروه انهم مزمعون ان يهجموا عليهم في الليل
  27. فلما غربت الشمس امر يوناتان الذين معه بان يسهروا تحت السلاح الليل كله استعدادا للقتال وفرق الحرس حول المحلة
  28. و سمع العدو بان يوناتان والذين معه متاهبون للقتال فداخل قلوبهم الرعب والرعدة فاضرموا النيران في محلتهم وهربوا
  29. الا ان يوناتان والذين معه لم يعلموا بما كان الا عند الصبح لانهم كانوا يرون ضوء النيران
  30. فتعقبهم يوناتان فلم يدركهم لانهم كانوا قد قطعوا نهر الوطارس
  31. فارتد يوناتان الى العرب المسمين بالزبديين وضربهم وسلب غنائمهم
  32. ثم ارتحل واتى دمشق وجال في البلاد كلها
  33. و اما سمعان فخرج وبلغ الى اشقلون والحصون التي بالقرب منها ثم ارتد الى يافا واستحوذ عليها
  34. لانه سمع انهم يريدون ان يسلموا الحصن الى احزاب ديمتريوس واقام هناك حرسا يحافظون على المدينة
  35. ثم رجع يوناتان وجمع شيوخ الشعب واتمر معهم ان يبني حصونا في اليهودية
  36. و يرفع اسوار اورشليم ويشيد حائطا عاليا بين القلعة والمدينة ليفصلها عن المدينة وتبقى على حدتها حتى لا يشتروا ويبيعوا
  37. فاتفقوا على ان يبنوا المدينة وتقدم اليهم ان يبنوا سور الوادي شرقا ورمموا السور المسمى كافيناطا
  38. و ابتنى سمعان حاديد في السهل وحصنها بالابواب والمزاليج
  39. و حاول تريفون ان يملك على اسية ويلبس التاج ويلقي يده على انطيوكس الملك
  40. لكنه خشي من يوناتان ان يمنعه ويحاربه فطلب سبيلا لان يقبض على يوناتان ويهلكه فسار واتى الى بيت شان
  41. فخرج يوناتان لملتقاه في اربعين الف رجل منتخبين للقتال واتى الى بيت شان
  42. فلما راى تريقون ان يوناتان قد اقبل في جيش كثيف لم يجسر ان يمد يده اليه
  43. فتلقاه باكرام واوصى به جميع اصحابه واهدى اليه هدايا وامر جيوشه بان يطيعوه طاعتهم لنفسه
  44. و قال ليوناتان لم ثقلت على هؤلاء الشعب كلهم وليس بيننا حرب
  45. اطلقهم الى بيوتهم وانتخب لك نفرا قليلا يكونون معك وهلم معي الى بطلمايس فاسلمها اليك هي وسائر الحصون ومن بقي من الجيوش وجميع المقلدين على الامور ثم انصرف راجعا فاني لهذا جئت
  46. فصدقه وفعل كما قال واطلق الجيوش فانصرفوا الى ارض يهوذا
  47. و استبقى لنفسه ثلاثة الاف رجل ترك الفين منهم في الجليل وصحبه الف
  48. فلما دخل يوناتان بطلمايس اغلق اهل بطلمايس الابواب وقبضوا عليه وقتلوا جميع الذين دخلوا معه بالسيف
  49. و ارسل تريفون جيشا وفرسانا الى الجليل والصحراء الواسعة لاهلاك جميع رجال يوناتان
  50. لكنهم لما علموا ان يوناتان والذين معه قد قبض عليهم وهلكوا شجعوا انفسهم وتقدموا وهم متضامون متاهبون للقتال
  51. و اذ راى طالبوهم انهم مستبسلون رجعوا عنهم
  52. فوفدوا جميعهم بالسلام الى ارض يهوذا وناحوا على يوناتان والذين معه واشتد خوفهم وكانت عند جميع اسرائيل مناحة عظيمة
  53. و طلب كل الامم الذين حولهم ان يدمروهم لانهم قالوا
  54. انهم لا رئيس لهم ولا ناصر فلنقاتلهم ولنمح ذكرهم من البشر