Book: سفر المكابين الأول
سفر مكابيين الأول
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ السادس عشر
- فصعد يوحنا من جازر واخبر سمعان اباه بما صنع كندباوس
- فدعا سمعان ابنيه الاكبرين يهوذا ويوحنا وقال لهما انا لم نزل انا واخوتي وبيت ابي نحارب حروب اسرائيل منذ صغرنا الى هذا اليوم وقد انجح على ايدينا خلاص اسرائيل مرارا كثيرة
- و الان فاني قد شخت وانتما برحمة الله قد بلغتما اشدكما فقوما مقامي ومقام اخي واخرجا وقاتلا عن امتكما وليؤازركما النصر من السماء
- و انتخب من البلاد عشرين الفا من رجال الحرب والفرسان فزحفوا على كندباوس وباتوا بمودين
- ثم قاموا في الغد وانطلقوا الى السهل فاذا تلقائهم جيش عظيم من الرجالة والفرسان وكان بين الفريقين واد
- فنزل يوحنا بازائهم هو وشعبه واذ راى الشعب خائفا من عبور الوادي عبر هو اولا فلما راه الرجال عبروه وراءه
- ففرق الشعب وجعل الفرسان في وسط الرجالة وكانت فرسان العدو كثيرة جدا
- ثم نفخوا في الابواق المقدسة فانكسر كندباوس وجيشه وسقط منهم قتلى كثيرين وفر الباقون الى الحصن
- حينئذ جرح يهوذا اخو يوحنا وتعقبهم يوحنا حتى بلغ كندباوس الى قدرون التي بناها
- ففروا الى البروج التي بارض اشدود فاحرقها بالنار فسقط منهم الفا رجل ثم رجع الى ارض يهوذا بسلام
- و كان بطلماوس بن ابوبس قد اقيم قائدا في بقعة اريحا وكان عنده من الفضة والذهب شيء كثير
- و كان صهر الكاهن الاعظم
- فتشامخ في قلبه وطلب ان يستولي على البلاد وقد نوى الغدر بسمعان وبنيه حتى يهلكهم
- و كان سمعان يجول في مدن البلاد ينظر في مهماتها فنزل الى اريحا هو ومتتيا ويهوذا ابناه في السنة المئة والسابعة والسبعين في شهر شباط
- فانزلهم ابن ابوبس بحصين كان قد بناه يقال له دوق وهو يضمر لهم الغدر وصنع لهم مادبة عظيمة واخفى هناك رجالا
- فلما سكر سمعان وبنوه قام بطلماوس ومن معه واخذوا سلاحهم ووثبوا على سمعان في المادبة وقتلوه هو وابنيه وبعضا من غلمانه
- و خان خيانة فظيعة وكافا الخير بالشر
- ثم كتب بطلماوس بذلك وارسل الى الملك ان يوجه اليه جيشا لنصرته فيسلم اليه البلاد والمدن
- و وجه قوما الى جازر لاهلاك يوحنا وانفذ كتبا الى رؤساء الالوف ان ياتوه حتى يعطيهم فضة وذهبا وهدايا
- و ارسل اخرين ليستولوا على اورشليم وجبل الهيكل
- فسبق واحد واخبر يوحنا في جازر بهلاك ابيه واخويه وان بطلماوس قد بعث من يقتله
- فلما سمع ذلك بهت جدا وقبض على الرجال الذين اتوا ليقتلوه وقتلهم لعلمه انهم يريدون اهلاكه
- و بقية اخبار يوحنا وحروبه وما ابداه من الحماسة وبناؤه الاسوار التي بناها واعماله
- مكتوبة في كتاب ايام كهنوته الاعظم منذ تقلد الكهنوت الاعظم بعد ابيه
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ الخامس عشر
- و انفذ انطيوكس بن ديمتريوس الملك كتبا من جزائر البحر الى سمعان الكاهن رئيس امة اليهود والى الشعب اجمع
- و هذه فحواها من انطيوكس الملك الى سمعان الكاهن الاعظم رئيس الامة والى شعب اليهود سلام
- انه اذ كان قوم من ذوي الفساد قد تسلطوا على مملكة ابائنا كان من همي الان ان استخلص المملكة حتى اعيدها الى ما كانت عليه منقبل وقد حشدت جيوشا كثيرة وجهزت اسطولا للحرب
- و انا عازم ان اتقدم على البلاد لانتقم من الذين افسدوا في بلادنا وخربوا مدنا كثيرة في المملكة
- فالان اقرر لك كل حطيطة حطها عنك الملوك من قبلي وكل ما اعفوك منه من التقادم
- و قد ابحت لك ان تضرب في بلادك سكة خاصة
- و ان تكون اورشليم والاقداس حرة وكل ما جهزته من الاسلحة وبنيته من الحصون التي في يدك فليبق لك
- و كل ضريبة ملكية كانت فيما سلف او تكون فيما ياتي تفعى منها من الان على طول الزمان
- و اذا فزنا بمملكتنا اعززناك انت وامتك والهيكل اعزازا عظيما حتى يتلالا مجدكم في الارض كلها
- و في السنة المئة والرابعة والسبعين خرج انطيوكس الى ارض ابائه فاجتمع اليه جميع الجيوش حتى لم يبق مع تريفون الا نفر يسير
- فتعقبه انطيوكس الملك فانطلق هاربا الى دورا التي على البحر
- اذ ايقن ان قد تراكم عليه الشر وخذلته الجيوش
- فنزل انطيوكس على دورا ومعه مئة وعشرون الفا من رجال الحرب وثمانية الاف فارس
- و احاط بالمدينة وتقدم الاسطول من البحر فضايق المدينة برا وبحرا ولم يدع احدا يدخل او يخرج
- و قدم نومانيوس والذين معه من رومية كتبا الى الملوك والبلاد كتب فيها هكذا
- من لوكيوس وزير الرومانيين الى بطلماوس الملك سلام
- لقد اتانا رسل اليهود اوليائنا ومناصرينا يجددون قديم الموالاة والمناصرة مرسلين من قبل سمعان الكاهن وشعب اليهود
- و معهم ترس من ذهب وزنه الف منا
- فلذلك راينا ان نكتب الى الملوك والبلاد ان لا يطلبوهم بسوء ولا يقيموا عليهم حربا ولا على شيء من مدنهم وبلادهم ولا يناصروا من يحاربهم
- و حسن لدينا ان نقبل منهم الترس
- فان فر اليكم من بلادهم بعض من رجال الفساد فاسلموهم الى سمعان الكاهن الاعظم لينتقم منهم على مقتضى شريعتهم
- و كتب مثل ذلك الى ديمتريوس الملك واتالس وارياراطيس وارساكيس
- و الى جميع البلاد الى لمساكس واسبرطة وديلس ومندس وسيكيون وكارية وسامس وبمفيلية وليكية واليكرنسس ورودس وفسيليس وكوس وسيدن وارادس وجرتينة وكنيدس وقبرس والقيروان
- و كتبوا بنسخة تلك الكتب الى سمعان الكاهن الاعظم
- و عاد انطيوكس الملك فحاصر دورا ولم يزل يضايقها وينصب عليها المجانيق واحاط بالتريفون لئلا يدخل ويخرج
- فارسل اليه سمعان الفي رجل منتخبين نصرة له وفضة وذهبا وانية كثيرة
- فابى انطيوكس ان يقبلها ونقض كل ما كان عاهده به من قبل وتغير عليه
- و ارسل اليه اتينوبيوس احد اصحابه ليفاوضه قائلا انكم مستولون على يافا وجازر والقلعة التي باورشليم وهي من مدن مملكتي
- و قد خربتم تخومها وضربتم الارض ضربة عظيمة وتسلطتم على اماكن كثيرة في مملكتي
- فالان اسلموا المدن التي استحوذتم عليها وادوا خراج الاماكن التي تسلطتم عليها في خارج تخوم اليهودية
- و الا فادوا عنها خمس مئة قنطار فضة وعن الاتلاف الذي اتلفتموه وعن خراج المدن خمس مئة قنطار اخرى والا وفدنا عليكم مقاتلين
- فجاء اتينوبيوس صاحب الملك الى اورشليم وشاهد مجد سمعان وخزانة انيته الفضية والذهبية واثاثا وافرا فبهت واخبرهبكلام الملك
- فاجاب سمعان وقال له انا لم ناخذ ارضا لغريب ولم نستول على شيء لاجنبي ولكنه ميراث ابائنا الذي كان اعداؤنا قد استولوا عليه ظلما حينا من الدهر
- فلما اصبنا الفرصة استرددنا ميراث ابائنا
- فاما يافا وجازر اللتان تطالب بهما فانهما كانتا تجلبان على الشعب في بلادنا نكبات شديدة غير انا نؤدي عنهما مئة قنطار فلم يجبه اتينوبيوس بكلمة
- و رجع الى الملك مغضبا واخبره بهذا الكلام وبمجد سمعان وكل ما شاهده فغضب الملك غضبا شديدا
- و ركب تريفون في سفينة وفر الى ارطوسياس
- ففوض الملك قيادة الساحل الى كندباوس وجعل تحت يده جنودا من الرجالة وفرسانا
- و امره ان يزحف على اليهودية واوعز اليه ان يبني قدرون ويحصن الابواب ويقاتل الشعب ثم ان الملك تعقب تريفون
- فبلغ كندباوس الى يمنيا وجعل يرغم الشعب ويغير على اليهودية ويسبي في الشعب ويقتل وبني قدرون
- و جعل فيها فرسانا وجنودا ليخرجوا وينتشروا في طرق اليهودية كما رسم له الملك
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ الرابع عشر
- و في السنة المئة والثانية والسبعين جمع ديمتريوس الملك جيوشه وسار الى ماداي يستمد نجدة لمحاربة تريفون
- و بلغ ارساكيس ملك فارس وماداي ان ديمتريوس قد دخل تخومه فارسل بعض رؤسائه ليقبض عليه حيا
- فذهب وضرب جيش ديمتريوس وقبض عليه واتى به ارساكيس فجعله في السجن
- فهدات ارض يهوذا كل ايام سمعان وجعل همه مصلحة امته فكانوا مبتهجين بسلطانه ومجده كل الايام
- و فضلا عن ذلك المجد كله جعل يافا مرسى وفتح مجازا لجزائر البحر
- و وسع تخوم امته واستحوذ على البلاد
- و جمع اسرى كثيرين وامتلك جازر وبيت صور والقلعة واخرج منها النجاسات ولم يكن من يقاومه
- و كانوا يفلحون ارضهم بسلام والارض تعطي اتاءها واشجار الحقول اثمارها
- و كان الشيوخ يجلسون في الساحات يتفاوضون جميعا في مصالح الامة والشبان متسربلين بالبهاء وعليهم حلل الحرب
- و كان سمعان يمير المدن بالطعام ويهيئ فيها اسباب التحصين حتى صار ذكر مجده الى اقاصي الارض
- و قرر السلم في ارضه فلبث اسرائيل في فرح عظيم
- و جلس كل واحد تحت كرمته وتينته ولم يكن من يذعرهم
- و لم يبق في الارض من يحاربهم وقد انكسرت الملوك في تلك الايام
- و قوى كل من كان ضعيفا في شعبه وغار على الشريعة واستاصل كل اثيم وشرير
- و عظم الاقداس واكثر من الانية المقدسة
- و بلغ خبر وفاة يوناتان الى رومية واسبرطة فاسفوا اسفا شديدا
- و اذ بلغهم ان سمعان اخاه قد تقلد الكهنوت الاعظم مكانه وصارت البلاد وما بها من المدن تحت سلطانه
- كتبوا اليه على الواح من نحاس يجددون معه ما كانوا قد قرروه مع يهوذا ويوناتان اخويه من الموالاة والمناصرة
- فقرئت الالواح بمشهد الجماعة في اورشليم وهذه صورة الكتب التي انفذها الاسبرطيون
- من رؤساء الاسبرطيين ومن المدينة الى سمعان الكاهن الاعظم والى الشيوخ والكهنة وسائر شعب اليهود اخوتنا سلام
- لقد اخبرنا الرسل الذين انفذتموهم الى شعبنا بما انتم فيه من العزة والكرامة فسررنا بوفدهم
- و دونا ما قالوه في دواوين الشعب هكذا قد قدم علينا نومانيوس بن انطيوكس وانتيباتير ابن ياسون رسولا اليهود ليجددا مابيننا من الموالاة
- فحسن لدى الشعب ان يلتقي الرجلين باكرام ويثبت صورة كلامهما في سجلات الشعب المخصصة لتكون تذكارا عند شعب الاسبرطيين وقد كتبنا بنسختها الى سمعان الكاهن الاعظم
- و بعد ذلك ارسل سمعان نومانيوس الى رومية ومعه ترس عظيم من الذهب وزنه الف منا ليقرر المناصرة بينه وبينهم
- فلما سمع الشعب ذلك الكلام قالوا بماذا نكافئ سمعان وبنيه
- على ثباته هو واخوته وبيت ابيه ودفعه عن اسرائيل اعداءه وتمتيعه له بالحرية وكتب في الواح من نحاس جعلوها على انصابفي جبل صهيون
- ما صورته في اليوم العاشر من شهر ايلول في السنة المئة والثانية والسبعين وهي السنة الثالثة لسمعان الكاهن الاعظم في سرمال
- في مجمع عظيم من الكهنة والشعب ورؤساء الامة وشيوخ البلاد ثبت عندنا ان قد وقعت حروب كثيرة في البلاد
- و ان سمعان بن متتيا من بني ياريب واخوته قد القوا بانفسهم في المخاطر وناهضوا اعداء امتهم صيانة لاقداسهم والشريعة واولوا امتهم مجدا كبيرا
- و ان يوناتان جمع شمل امته وتقلد فيهم الكهنوت الاعظم ثم انضم الى قومه
- فهم اعداؤهم بالغارة على ارضهم ليدمروا بلادهم ويلقوا ايديهم على اقداسهم
- حينئذ نهض سمعان وقاتل عن امته وانفق كثيرا من امواله وسلح رجال الباس من امته واجرى عليهم الارزاق
- و حصن مدن اليهودية وبيت صور التي عند حدود اليهودية حيث كانت اسلحة الاعداء من قبل وجعل هناك حرسا من رجال اليهود
- و حصن يافا التي على البحر وجازر التي عند حدود اشدود حيث كان الاعداء مقيمين من قبل واسكن هناك يهودا وجعل فيهما كل ما ياول الى اعزاز شانهما
- فلما راى الشعب ما فعل سمعان والمجد الذي شرع في انشائه لامته اقاموه قائدا لهم وكاهنا اعظم لما صنعه من ذلك كله ولاجل عدله والوفاء الذي حفظه لامته والتماسه اعزاز شعبه بجميع الوجوه
- و في ايامه تم النجح على يديه باجلاء الامم عن البلاد وطرد الذين في مدينة داود باورشليم وكانوا قد بنوا لانفسهم قلعة يخرجون منها وينجسون ما حول الاقداس ويفسدون الطهارة افسادا عظيما
- و اسكن فيها رجالا من اليهود وحصنها لصيانة البلاد والمدينة ورفع اسوار اورشليم
- و اقره الملك ديمتريوس في الكهنوت الاعظم
- و جعله من اصدقائه وعظمه جدا
- اذ بلغه ان الرومانيين يسمون اليهود اولياء لهم ومناصرين واخوة وقد تلقوا رسل سمعان باكرام
- و ان اليهود وكهنتهم قد حسن لديهم ان يكون سمعان رئيسا وكاهنا اعظم مدى الدهر الى ان يقوم نبي امين
- و يكون قائدا لهم ويهتم بالاقداس ويقيم منهم اناسا على الاعمال والبلاد والاسلحة والحصون
- و يتولى امر الاقداس وان يطيعه الجميع وتكتب باسمه جميع الصكوك في البلاد ويلبس الارجوان والذهب
- و لا يحل لاحد من الشعب والكهنة ان ينقض شيئا من ذلك او يخالف شيئا مما يامر به او يجمع مجمعا بدونه في البلاد او يلبس الارجوان وعروة الذهب
- و من فعل خلاف ذلك ونقض شيئا منه فهو مجرم
- و قد رضي الشعب كله بان يقلد سمعان جميع ما ذكر
- و قبل سمعان ورضي ان يكون كاهنا اعظم وقائدا ورئيسا لامة اليهود وللكهنة وحاكما على الجميع
- و رسموا بان تدون هذه الكتابة في الواح من نحاس توضع في رواق الاقداس في موضع مشهود
- و توضع صورها في الخزانة حتى تبقى لسمعان وبنيه
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ الثالث عشر
- و بلغ سمعان ان تريفون قد جمع جيشا عظيما ليغير على ارض يهوذا ويدمرها
- و راى ان شعبه قد داخله الرعب والرعدة فصعد الى اورشليم وجمع الشعب
- و شجعهم وقال لهم قد علمتم ما فعلت انا واخوتي واهل بيت ابي من اجل السنن والاقداس وما لقينا من الحروب والشدائد
- و قد كان في ذلك هلاك اخوتي جميعا لاجل اسرائيل وبقيت انا وحدي
- و الان فحاش لي ان اضن بنفسي في كل موقع ضيق فاني لست خيرا من اخوتي
- بل انتقم لامتي وللاقداس ولنسائنا واولادنا لان الامم باسرها قد اجتمعت لتدميرنا بغضا
- فلما سمع الشعب هذا الكلام ثارت نفوسهم
- و اجابوا بصوت عظيم قائلين انت قائد لنا مكان يهوذا ويوناتان اخيك
- فحارب حربنا ومهما قلت لنا فانا نفعله
- فحشد جميع رجال القتال وجد في اتمام اسوار اورشليم وحصنها مما حولها
- ثم وجه يوناتان بن ابشالوم الى يافا في عدد واف من الجيش فطرد الذين كانوا فيها واقام هناك
- و زحف تريفون من بطلمايس في جيش عظيم قاصدا ارض يهوذا ومعه يوناتان تحت الحفظ
- و كان سمعان حالا بحاديد قبالة السهل
- و علم تريفون ان سمعان قد قام في موضع يوناتان اخيه وانه مزمع ان يلحم الحرب معه فانفذ اليه رسلا
- يقول انا انما قبضنا على يوناتان اخيك لمال كان عليه للملك فيما باشره من الامور
- فالان ارسل مئة قنطار فضة وابنيه رهينة لئلا يغدر بنا اذا اطلقناه وحينئذ نطلقه
- و علم سمعان انهم انما يكلمونه بمكر الا انه ارسل المال والولدين مخافة ان يجلب على نفسه عداوة عظيمة من قبل الشعب ويقولوا
- لسبب انه لم يرسل اليه المال والولدين هلك
- فوجه الولدين ومئة القنطار الا ان تريفون اخلف ولم يطلق يوناتان
- و جاء تريفون بعد ذلك ليغير على البلاد ويدمرها ودار في الطريق الى ادورا وكان سمعان وجيشه يقاومونه حيثما تقدم
- و انفذ الذين في القلعة رسلا الى تريفون يلحون عليه ان ياتيهم في طريق البرية وينفذ اليهم ميرة
- فجهز تريفون جميع فرسانه للمسير في ذلك الليل لكن اذ تكاثر الثلج جدا منعهم الثلج من المسير فارتحل واتى الى ارض جلعاد
- و لما ان قارب بسكاما قتل يوناتان ودفنوه هناك
- ثم رجع تريفون وانصرف الى ارضه
- فارسل سمعان واخذ عظام يوناتان اخيه ودفنها في مودين مدينة ابائه
- و ناح عليه كل اسرائيل نوحا عظيما وندبوه اياما كثيرة
- و شيد سمعان على قبر ابيه واخوته بناء عاليا منظورا بحجارة نحتت من وراء ومن امام
- و نصب على القبور سبعة اهرام واحدا بازاء واحد لابيه وامه واخوته الاربعة
- و زينها بفنون ونقوش وجعل حولها اعمدة عظيمة مرسوما على الاعمدة اسلحة تخليدا لذكرهم وبجانب الاسلحة سفن منقوشة وكانت منظورة لجميع ركاب البحر
- هذا هو القبر الذي صنعه بمودين باقيا الى هذا اليوم
- و سلك تريفون بالغدر مع انطيوكس الملك الصغير وقتله
- و ملك مكانه ولبس تاج اسية وضرب الارض ضربة عظيمة
- و بنى سمعان حصون اليهودية وعززها بالبروج الرفيعة والاسوار العظيمة والابواب والمزاليج وادخر ميرة في الحصون
- و انتخب سمعان رجالا وارسل الى ديمتريوس الملك ان يعفي البلاد لان كل ما فعله تريفون انما كان اختلاسا
- فبعث اليه ديمتريوس الملك بهذا الكلام واجابه وكتب اليه كتابا هذه صورته
- من ديمتريوس الملك الى سمعان الكاهن الاعظم وصديق الملوك والى الشيوخ وشعب اليهود سلام
- قد وصل الينا اكليل الذهب والسعفة التي بعثت بها الينا وفي عزمنا ان نعقد معكم سلما وثيقا ونكاتب ارباب الامور ان يعفوكم مما عليكم
- و كل ما رسمنا لكم يبقى مرسوما والحصون التي بنيتموها تكون لكم
- و لكن ما فرط من هفوة وخطا الى هذا اليوم نتجاوز عنه والاكليل الذي لنا عليكم وكل وضيعة اخرى على اورشليم نعفيكم منها
- و ان كان فيكم اهل للاكتتاب في جندنا فليكتتبوا ولكن فيما بيننا سلم
- و في السنة المئة والسبعين خلع نير الامم عن اسرائيل
- و بدا شعب اسرائيل يكتب في توقيع الصكوك والعقود في السنة الاولى لسمعان الكاهن الاعظم قائد اليهود ورئيسهم
- في تلك الايام نزل سمعان على غزة وحاصرها بجيوشه وصنع دبابات وادناها من المدينة وضرب احد البروج واستولى عليه
- و هجم الذين في الدبابة على المدينة فوقع اضطراب عظيم في المدينة
- و صعد الذين في المدينة مع النساء الى السور ممزقة ثيابهم وصرخوا بصوت عظيم الى سمعان يسالونه الامان
- و قالوا لا تعاملنا بحسب مساوئنا بل بحسب رافتك
- فرق لهم سمعان وكف عن قتالهم واخرجهم من المدينة وطهر البيوت التي كانت فيها اصنام ثم دخلها بالتسبيح والشكر
- و ازل منها كل رجاسة واسكن هناك رجالا من المتمسكين بالشريعة وحصنها وبنى له فيها منزلا
- و اما الذين في قلعة اورشليم فاذ كانوا قد منعوا من الخروج ودخول البلد ومن البيع والشراء اشتدت مجاعتهم ومات كثير منهم
- فصرخوا الى سمعان يسالون الامان فامنهم واخرجهم من هناك وطهر القلعة من النجاسات
- و دخلها في اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني في السنة المئة والحادية والسبعين بالحمد والسعف والكنارات والصنوج والعيدان والتسابيح والاناشيد لانحطام العدو الشديد من اسرائيل
- و رسم ان يعيد ذلك اليوم بسرور كل سنة
- ثم حصن جبل الهيكل الذي بجانب القلعة وسكن هناك هو والذين معه
- و راى سمعان ان يوحنا ابنه رجل باس فجعله قائدا على جميع الجيوش واقام بجازر
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ الثاني عشر
- و راى يوناتان ان له فرصة ملائمة فاختار رجالا وسيرهم الى رومية ليقروا الموالاة بينهم ويجددوها
- و ارسل معهم الى اسبرطة واماكن اخرى كتبا في هذا المعنى
- فانطلقوا الى رومية ودخلوا الشورى وقالوا انا مرسلون من قبل يوناتان الكاهن الاعظم وامة اليهود لنجدد ما بينكم وبينهم من الموالاة والمناصرة كما كان من قبل
- فاعطوهم كتبا للعمال في الاقاليم حتى يبلغوهم ارض يهوذا بسلام
- و هذه نسخة الكتب التي كتبها يوناتان الى اهل اسبرطة
- من يوناتان الكاهن الاعظم وشيوخ الامة ومن الكهنة وسائر شعب اليهود الى اهل اسبرطة اخوتهم سلام
- ان اريوس المالك فيكم كان قديما قد انفذ كتبا الى اونيا الكاهن الاعظم يشهد انكم اخوتنا على ما هو في نسختها
- فتلقى اونيا الرسول باكرام واخذ الكتب المصرح فيها بالمناصرة والموالاة
- فنحن وان لم تكن بنا حاجة الى ذلك بما لنا من التعزية في الاسفار المقدسة التي في ايدينا
- قد اثرنا مراسلتكم لنجدد الاخاء والموالاة لئلا نعد من الاجانب عندكم اذ قد مضى على مكاتبتكم لنا زمان مديد
- و انا في كل حين في الاعياد وسائر الايام المفروضة لا نزال نذكركم في الذبائح التي نقدمها وفي الصلوات كما ينبغي ويليقان يذكر الاخوة
- و يسرنا ما انتم عليه من الاعتزاز
- اما نحن فقد احاطت بنا مضايق كثيرة وحروب عديدة وقاتلنا الملوك الذين من حولنا
- لكنا كرهنا ان نثقل عليكم وعلى سائر مناصرينا واوليائنا في تلك الحروب
- فان لنا من السماء مددا يمدنا وقد تخلصنا من اعدائنا واذللناهم
- و الان فقد اخترنا نومانيوس بن انطيوكس وانتيباتير بن ياسون وارسلناهما الى الرومانيين لنجدد ما كان بيننا قبلا من الموالاة والمناصرة
- و امرناهما بان يقدما اليكم ويقرئاكم السلام ويسلما اليكم الكتب من قبلنا في تجديد اخائنا
- و لكم جميل الصنع ان اجبتمونا الى ذلك
- و هذه نسخة الكتب التي ارسلها الى اونيا
- من اريوس ملك الاسبرطيين الى اونيا الكاهن الاعظم سلام
- و بعد فقد وجد في بعض الكتب ان الاسبرطيين واليهود اخوة من نسل ابراهيم
- و اذ قد علمنا ذلك فلكم جميل الصنع ان راسلتمونا فيما انتم عليه من السلام
- و الان فان جوابنا اليكم ان مواشيكم واملاككم هي لنا وان ما لنا هو لكم هذا ما اوصينا بان تبلغوه
- و بلغ يوناتان ان قواد ديمتريوس قد عادوا لمحاربته بجيش يزيد على جيشه الاول
- فخرج من اورشليم ووافاهم في ارض حماة ولم يمهلهم ان يطاوا ارضه
- ثم ارسل جواسيس الى محلتهم فرجعوا واخبروه انهم مزمعون ان يهجموا عليهم في الليل
- فلما غربت الشمس امر يوناتان الذين معه بان يسهروا تحت السلاح الليل كله استعدادا للقتال وفرق الحرس حول المحلة
- و سمع العدو بان يوناتان والذين معه متاهبون للقتال فداخل قلوبهم الرعب والرعدة فاضرموا النيران في محلتهم وهربوا
- الا ان يوناتان والذين معه لم يعلموا بما كان الا عند الصبح لانهم كانوا يرون ضوء النيران
- فتعقبهم يوناتان فلم يدركهم لانهم كانوا قد قطعوا نهر الوطارس
- فارتد يوناتان الى العرب المسمين بالزبديين وضربهم وسلب غنائمهم
- ثم ارتحل واتى دمشق وجال في البلاد كلها
- و اما سمعان فخرج وبلغ الى اشقلون والحصون التي بالقرب منها ثم ارتد الى يافا واستحوذ عليها
- لانه سمع انهم يريدون ان يسلموا الحصن الى احزاب ديمتريوس واقام هناك حرسا يحافظون على المدينة
- ثم رجع يوناتان وجمع شيوخ الشعب واتمر معهم ان يبني حصونا في اليهودية
- و يرفع اسوار اورشليم ويشيد حائطا عاليا بين القلعة والمدينة ليفصلها عن المدينة وتبقى على حدتها حتى لا يشتروا ويبيعوا
- فاتفقوا على ان يبنوا المدينة وتقدم اليهم ان يبنوا سور الوادي شرقا ورمموا السور المسمى كافيناطا
- و ابتنى سمعان حاديد في السهل وحصنها بالابواب والمزاليج
- و حاول تريفون ان يملك على اسية ويلبس التاج ويلقي يده على انطيوكس الملك
- لكنه خشي من يوناتان ان يمنعه ويحاربه فطلب سبيلا لان يقبض على يوناتان ويهلكه فسار واتى الى بيت شان
- فخرج يوناتان لملتقاه في اربعين الف رجل منتخبين للقتال واتى الى بيت شان
- فلما راى تريقون ان يوناتان قد اقبل في جيش كثيف لم يجسر ان يمد يده اليه
- فتلقاه باكرام واوصى به جميع اصحابه واهدى اليه هدايا وامر جيوشه بان يطيعوه طاعتهم لنفسه
- و قال ليوناتان لم ثقلت على هؤلاء الشعب كلهم وليس بيننا حرب
- اطلقهم الى بيوتهم وانتخب لك نفرا قليلا يكونون معك وهلم معي الى بطلمايس فاسلمها اليك هي وسائر الحصون ومن بقي من الجيوش وجميع المقلدين على الامور ثم انصرف راجعا فاني لهذا جئت
- فصدقه وفعل كما قال واطلق الجيوش فانصرفوا الى ارض يهوذا
- و استبقى لنفسه ثلاثة الاف رجل ترك الفين منهم في الجليل وصحبه الف
- فلما دخل يوناتان بطلمايس اغلق اهل بطلمايس الابواب وقبضوا عليه وقتلوا جميع الذين دخلوا معه بالسيف
- و ارسل تريفون جيشا وفرسانا الى الجليل والصحراء الواسعة لاهلاك جميع رجال يوناتان
- لكنهم لما علموا ان يوناتان والذين معه قد قبض عليهم وهلكوا شجعوا انفسهم وتقدموا وهم متضامون متاهبون للقتال
- و اذ راى طالبوهم انهم مستبسلون رجعوا عنهم
- فوفدوا جميعهم بالسلام الى ارض يهوذا وناحوا على يوناتان والذين معه واشتد خوفهم وكانت عند جميع اسرائيل مناحة عظيمة
- و طلب كل الامم الذين حولهم ان يدمروهم لانهم قالوا
- انهم لا رئيس لهم ولا ناصر فلنقاتلهم ولنمح ذكرهم من البشر
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ الحادي عشر
- و جمع ملك مصر جيوشا كثيرة كالرمل الذي على ساحل البحر وسفنا عديدة وحاول الاستيلاء على مملكة الاسكندر بالمكر والحاقها بمملكته
- فقدم سورية متظاهرا بالسلم ففتح له اهل المدن ولاقوه اذ كان الاسكندر الملك قد امر بلقائه لانه صهره
- و كان بطلماوس عند دخوله المدن يبقي في كل مدينة حرسا من الجند
- و لما وصل الى اشدود اروه هيكل داجون المحرق واشدود وضواحيها المهدومة والجثث المطروحة والذين كان يوناتان قد احرقهم في الحرب وكانوا قد جعلوا رجامهم على طريقه
- و حدثوا الملك بما فعل يوناتان يريدون تجرمه فسكت الملك
- و لاقى يوناتان الملك في يافا باجلال وسلم بعضهما على بعض وناما هناك
- ثم شيع يوناتان الملك الى النهر الذي يقال له الوتارس ورجع الى اورشليم
- فاستحوذ الملك بطلماوس على مدن الساحل الى سلوكية الساحلية وكان مضمرا للاسكندر السوء
- ثم انفذ رسلا الى ديمتريوس الملك قائلا هلم فنعقد عقدا بيني وبينك واهب لك بنتي التي عند الاسكندر وتملك ملك ابيك
- فاني قد ندمت على عطائي ابنتي له لانه رام قتلي
- و تجنى عليه طمعا في ملكه
- ثم استرد ابنته واعطاها لديمتريوس وتغير على الاسكندر وظهرت عداوتهما
- ثم ان بطلماوس دخل انطاكية ووضع على راسه تاجين تاج اسية وتاج مصر
- و كان الاسكندر الملك اذ ذاك في كيليكية لان اهل تلك البلاد كانوا قد تمردوا
- فلما سمع الاسكندر قدم لمقاتلته فاخرج بطلماوس جيشه ولاقاه بعسكر شديد فكسره
- فهرب الاسكندر الى ديار العرب مستجيرا بهم وعظم امر بطلماوس الملك
- فقطع زبديئيل العربي راس الاسكندر وبعث به الى بطلماوس
- و في اليوم الثالث مات بطلماوس الملك فاهلك رجال الجند الحراس الذين في الحصون
- و ملك ديمتريوس في السنة المئة والسابعة والستين
- في تلك الايام جمع يوناتان رجال اليهودية لفتح القلعة التي باورشليم ونصب عليها مجانيق كثيرة
- فانطلق قوم من مبغضي امتهم من الرجال المنافقين الى الملك واخبروه بان يوناتان يحاصر القلعة
- فلما سمع استشاط غضبا وسار من ساعته قاصدا بطلمايس وكتب الى يوناتان ان يكف عن محاصرة القلعة وان يبادر الى ملاقاته في بطلمايس للمواجهة
- فلما بلغ ذلك يوناتان امر بان يستمروا على الحصار واختار بعضا من شيوخ اسرائيل والكهنة وخاطر بنفسه
- و اخذ من الفضة والذهب والحلل وسائر الهدايا شيئا كثيرا وانطلق الى الملك في بطلمايس فنال حظوة لديه
- و وشى به قوم من الامة من اهل النفاق
- الا ان الملك عامله كما كان اسلافه يعاملونه وعظمه لدى اصحابه جميعا
- و اقره في الكهنوت الاعظم وفي كل ما كان له من الاختصاصات وجعله من اول اصدقائه
- و سال يوناتان الملك ان يعفي اليهودية والمدن الثلاث وارض السامرة من كل جزية ووعده بثلاث مئة قنطار
- فارتضى الملك وكتب ليوناتان كتبا في ذلك كله وهذه صورتها
- من ديمتريوس الملك الى يوناتان اخيه وامة اليهود سلام
- نسخة الكتاب الذي كتبناه في حقكم الى لسطانيس قريبنا كتبنا بها اليكم لتقفوا على مضمونها
- من ديمتريوس الملك الى لسطانيس ابيه سلام
- لقد راينا ان نحسن الى امة اليهود اوليائنا المحافظين على ما يحق لنا وفاء بما سبق من برهم لنا
- فجعلنا لهم تخوم اليهودية والمدن الثلاث وهي افيرمة ولدة والرامتائيم التي الحقت باليهودية من ارض السامرة وجميع توابعها فتكون لجميع الذين يذبحون في اورشليم بدل الضرائب الملكية التي كان الملك يستخرجها منهم قبلا في كل سنة من اتاء الارض وثمر الاشجار
- و سائر ما يحق لنا من العشور والوضائع ووهاد الملح والاكاليل
- هذا كله قد انعمنا عليهم به تبرعا ومن الان لا يلغى شيء من هذا الانعام ما طال الزمان
- فالان اكتبوا نسخة من هذا الرسم ولتسلم الى يوناتان ولتوضع في الجبل المقدس في موضع مشهود
- و راى ديمتريوس الملك ان الارض قد اطمانت لديه لا ينازعه منازع فسرح جميع جيوشه كل واحد الى موضعه ما خلا الجنود الغرباء الذين جاء بهم من جزائر الامم فمقته جيوش ابائه كلهم
- و كان تريفون من احزاب الاسكندر قبلا فلما راى ان الجيوش جميعها تتذمر على ديمتريوس انطلق الى ايملكوئيل العربي وكان يربي انطيوكس بن الاسكندر
- فالح عليه ان يسلمه اليه لكي يملك مكان ابيه واخبره بما فعل ديمتريوس وبما له في الجيوش من العداوة ومكث هناك اياما كثيرة
- و ارسل يوناتان الى ديمتريوس الملك ان يخرج الجنود الذين في القلعة من اورشليم والذين في الحصون لانهم كانوا يحاربون اسرائيل
- فارسل ديمتريوس الى يوناتان قائلا سافعل ذلك لك ولامتك بل ساعظمك انت وامتك تعظيما متى وافقتني فرصة
- و الان فانك تحسن الصنيع اذا ارسلت الى رجالا يكونون في نجدتي فاني قد خذلتني جيوشي كلها
- فوجه يوناتان ثلاث الاف رجل اشداء الباس الى انطاكية فوافوا الملك ففرح الملك بقدومهم
- و اجتمع اهل المدينة في وسط المدينة وكانوا مئة وعشرين الف رجل يحاولون قتل الملك
- فهرب الملك الى داره فاستولى اهل المدينة على طرق المدينة وشرعوا في القتال
- فدعا الملك اليهود لنجدته فاجتمعوا اليه كلهم ثم تفرقوا بجملتهم في المدينة فقتلوا فى المدينة في ذلك اليوم مئة الف رجل
- و احرقوا المدينة واخذوا غنائم كثيرة في ذلك اليوم وخلصوا الملك
- فلما راى اهل المدينة ان اليهود قد استولوا على المدينة يفعلون ما شاءوا انخلعت قلوبهم وصرخوا الى الملك متضرعين وقالوا
- عاقدنا وليكف اليهود عن الايقاع بنا وبالمدينة
- فالقوا السلاح وعقدوا المصالحة فعظم امر اليهود عند الملك وعند جميع اهل مملكته ثم رجعوا الى اورشليم بغنائم كثيرة
- و جلس ديمتريوس الملك على عرش ملكه وهدات الارض امامه
- فاخلف في جميع ما وعد وتغير على يوناتان وكافاه بخلاف ما صنع اليه من المعروف وضيق عليه جدا
- و بعد ذلك رجع تريفون ومعه انطيوكس وهو غلام صغير فملك انطيوكس ولبس التاج
- فاجتمع اليه جميع الجيوش التي سرحها ديمتريوس وقاتلوا ديمتريوس ففر منهم منهزما
- فاستولى تريفون على الفيلة ثم فتح انطاكية
- و كتب انطيوكس الصغير الى يوناتان قائلا اني اقرك في الكهنوت الاعظم واقيمك على المدن الاربع واتخذك من اصدقاءالملك
- و ارسل اليه انية من الذهب لخدمته واباح له ان يشرب في الذهب ويلبس الارجوان بعروة الذهب
- و اقام سمعان اخاه قائدا من عقبة صور الى حدود مصر
- و خرج يوناتان وطاف في عبر النهر وفي المدن فاجتمعت لمظاهرته جميع جيوش سورية وقدم اشقلون فلاقاه اهل المدينة باحتفال
- و انصرف من هناك الى غزة فاغلق اهل غزة الابواب في وجهه فحاصرها واحرق ضواحيها بالنار ونهبها
- فسال اهل غزة يوناتان الامان فعاقدهم واخذ ابناء رؤسائهم رهائن وارسلهم الى اورشليم ثم جال في البلاد الى دمشق
- و سمع يوناتان ان قواد ديمتريوس قد بلغوا الى قادش الجليل في جيش كثيف يريدون ان يعزلوه عن الولاية
- فزحف لملاقاتهم وخلف سمعان اخاه في البلاد
- فحاصر سمعان بيت صور وحاربها اياما كثيرة واحاط بها
- فسالوه المعاقدة فعاقدهم واخرجهم من هناك وفتح المدينة واقام فيها حرسا
- و اما يوناتان وجيشه فنزلوا على ماء جناسر وقبل الفجر زحفوا الى سهل حاصور
- فاذا بجيش الاجانب يلاقيهم في السهل وقد اقاموا عليهم كمينا في الجبال فبينما هم يتقدمون تجاههم
- ثار الكمين من مواضعهم والحموا القتال
- ففر رجال يوناتان جميعا ولم يبق منهم احد الا متتيا ابن ابشالوم ويهوذا بن حلفي قائدا الجيوش
- فمزق يوناتان ثيابه وحثا التراب على راسه وصلى
- ثم عاد اليهم يقاتلهم فانهزموا وهربوا
- و لما راى ذلك الذين هربوا من رجاله رجعوا وتعقبوا العدو معه الى قادش الى معسكرهم ونزلوا هناك
- فسقط من الاجانب في ذلك اليوم ثلاثة الف رجل ورجع يوناتان الى اورشليم
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ العاشر
- و في السنة المئة والستين صعد الاسكندر الشهير ابن انطيوكس وفتح بطلمايس فقبلوه فملك هناك
- فسمع ديمتريوس الملك فجمع جيوشا كثيرة جدا وخرج لملاقاته في الحرب
- و انفذ ديمتريوس الى يوناتان كتبا في معنى السلم متقربا اليه بالاطراء
- لانه قال لنسبق الى مسالمته قبل ان يسالم الاسكندر علينا
- فانه سيذكر كل ما انزلنا به وباخوته وامته من المساوئ
- و اذن له ان يجمع جيوشا ويتجهز بالاسلحة ويكون مناصرا له وامر له برد الرهائن الذين في القلعة
- فجاء يوناتان الى اورشليم وتلا الكتب على مسامع الشعب كله واهل القلعة
- فلما سمع ان الملك اذن له في جمع الجيوش جزعوا جزعا شديدا
- و رد اهل القلعة الرهائن الى يوناتان فردهم الى ذوي قرابتهم
- و اقام يوناتان باورشليم وطفق يبني ويجدد المدينة
- و امر صناع العمل ان يبنوا الاسوار حول جبل صهيون بحجارة منحوتة للتحصين ففعلوا
- فهرب الغرباء الذين في الحصون التي بناها بكيديس
- و ترك كل واحد مكانه وذهب الى ارضه
- غير انه بقي في بيت صور قوم من المرتدين عن الشريعة والرسوم فانها كانت ملجا لهم
- و سمع الاسكندر الملك بالمواعيد التي عرضها ديمتريوس على يوناتان وحدث بما صنع هو واخوته من الحروب واعمال الباس وما كابدوه من النصب
- فقال انا لا نجد من رجل يماثله فلنتخذه لنا وليا ومناصرا
- و كتب كتبا وبعث اليه بها في هذا المعنى قائلا
- من الملك الاسكندر الى اخيه يوناتان سلام
- لقد بلغنا عنك انك رجل شديد الجبروت وخليق بان تكون لنا وليا
- فنحن نقيمك اليوم كاهنا اعظم في امتك وتسمى ولي الملك وتهتم بما لنا وتبقى في مودتنا وارسل اليه ارجوانا وتاجا من ذهب
- فلبس يوناتان الحلة المقدسة في الشهر السابع من السنة المئة والستين في عيد المظال وجمع الجيوش وتجهز باسلحة كثيرة
- و ذكر ذلك لديمتريوس فشق عليه وقال
- كيف تركنا الاسكندر يسبقنا الى مصافاة اليهود والتعزز بهم
- فاكتب انا ايضا اليهم بكلام ملاطفة وتعظيم واعدهم بعطايا ليكونوا من مناصري
- و كاتبهم بقوله من الملك ديمتريوس الى امة اليهود سلام
- لقد بلغنا انكم محافظون على عهودكم لنا ثابتون في مودتنا ولم تتقربوا الى اعدائنا فسرنا ذلك
- فاثبتوا في المحافظة على وفائكم لنا فنحسن ثوابكم على ما تفعلون في حقنا
- و نحط عنكم كثيرا مما لنا عليكم ونصلكم بالعطايا
- و الان فاني اعفيكم واحط عن جميع اليهود كل جزية ومكس الملح والاكاليل وثلث الزرع
- و نصف اتاء الشجر الذي يحق لي اخذه اعفيكم من هذه الاشياء من اليوم فصاعد في ارض يهوذا وفي المدن الثلاث الملحقة بها من ارض السامرة والجليل من هذا اليوم على طول الزمان
- و لتكن اورشليم مقدسة وحرة هي وتخومها واحط عنها العشور والضرائب
- و اتخلى عن القلعة التي باورشليم واعطيها للكاهن الاعظم يقيم فيها من يختاره من الرجال لحراستها
- و جميع النفوس التي سبيت من اليهود من ارض يهوذا في مملكتي باسرها اطلقها حرة بلا ثمن وليكن الجميع معفين من اتاوة المواشي
- و لتكن الاعياد كلها والسبوت ورؤوس الشهور والايام المخصصة والايام الثلاثة التي قبل العيد والايام الثلاثة التي بعد العيد ايام ابراء وعفو لجميع اليهود الذين في مملكتي
- فلا يكون لاحد ان يرافع احدا منهم او يثقل عليه في اي امر كان
- و ليكتتب من اليهود في جيوش الملك الى ثلاثين الف رجل تعطى لهم وظائف كما يحق لسائر جنود الملك
- فيجعل منهم في حصون الملك العظيمة ويفوض الى البعض منهم النظر في مهام المملكة التي تقتضي الامانة ورؤساؤهم ومدبروهم يكونون من جملتهم ويسلكون بحسب سننهم كما امر الملك لارض يهوذا
- و اما المدن الثلاث الملحقة باليهودية من بلاد السامرة فلتبق ملحقة باليهودية فتكون معها خاضعة لواحد ولا تطيع سلطانا اخر الا سلطان الكاهن الاعظم
- و قد وهبت بطلمايس وما يتبعها للمقدس الذي باورشليم لاجل نفقة الاقداس
- و زدت عليها خمسة عشر الف مثقال فضة كل سنة من دخل الملك من الاماكن التي تختص به
- و كل ما بقي مما لم يدفعه وكلاء المال عن السنين السالفة يؤدونه من الان لاعمال البيت
- و ما عدا ذلك فخمسة الاف مثقال الفضة التي كانت تؤخذ من دخل المقدس في كل سنة تترك رزقا للكهنة القائمين بالخدمة
- و اي من لاذ بالمقدس في اورشليم في جميع حدوده وللملك عليه مال او اي حق كان فليعف وليبق له كل ما ملك في مملكتي
- و نفقة البناء واعمال الترميم في المقادس تعطى من حساب الملك
- و بناء اسوار اورشليم وتحصينها على محيطها وبناء الاسوار في سائر اليهودية تعطى نفقته من حساب الملك
- فلما سمع يوناتان والشعب هذا الكلام لم يثقوا به ولا قبلوه لانهم تذكروا ما انزله ديمتريوس باسرائيل من الشر العظيم والضغط الشديد
- فاثروا الاسكندر لانه بداهم بكلام السلام وبقوا على مناصرته كل الايام
- و جمع الاسكندر الملك جيوشا عظيمة نزل تجاه ديمتريوس
- فانتشب القتال بين الملكين فانهزم جيش ديمتريوس فتعقبه الاسكندر وهجم عليهم
- و اشتد القتال جدا الى ان غابت الشمس وسقط ديمتريوس في ذلك اليوم
- ثم بعث الاسكندر رسلا الى بطلماوس ملك مصر بهذا الكلام قائلا
- اذ قد رجعت الى ارض مملكتي وجلست على عرش ابائي واستتب لي السلطان وكسرت ديمتريوس واستوليت على بلادنا
- اذ الحمت عليه القتال فانكسر امامنا هو وجيشه وجلست على عرش ملكه
- فهلم الان نوال بعضنا بعضا وهب لي ابنتك زوجة فاصاهرك واهدي اليك هدايا تليق بك
- فاجاب بطلماوس الملك قائلا ما اسعد اليوم الذي رجعت فيه الى ارض ابائك وجلست على عرش ملكهم
- و اني صانع ما كتبت الى به فهلم الى بطلمايس فنتواجه واصاهرك كما قلت
- و خرج بطلماوس من مصر هو وكلوبطرة ابنته ودخلا بطلمايس في السنة المئة والثانية والستين
- فلاقاه الاسكندر الملك فاعطاه كلوبطرة ابنته واقام عرسها في بطلمايس على عادة الملوك باحتفال عظيم
- و كتب الاسكندر الملك الى يوناتان ان يقدم لملاقاته
- فانطلق الى بطلمايس في موكب مجيد ولقى الملكين واهدى لهما ولاصحابهما فضة وذهبا وهدايا كثيرة فنال حظوة لديهما
- و اجتمع عليه رجال مفسدون من اسرائيل رجال منافقون ووشوا به فلم يصغ الملك اليهم
- و امر الملك ان ينزعوا ثياب يوناتان ويلبسوه ارجوانا ففعلوا واجلسه الملك بجانبه
- و قال لعظمائه اخرجوا معه الى وسط المدينة ونادوا ان لا يتعرض له احد في امر من الامور ولا يسوءه بشيء من المكروه
- فلما راى الذين وشوا به ما هو فيه من المجد وكيف نودي له والبس الارجون هربوا جميعهم
- و اعزه الملك وجعله من اصدقائه الخواص واقامه قائدا وشريكا في الملك
- فعاد يوناتان الى اورشليم سالما مسرورا
- و في السنة المئة والخامسة والستين جاء ديمتريوس بن ديمتريوس الى ارض ابائه
- فسمع بذلك الاسكندر الملك فاغتم جدا ورجع الى انطاكية
- و فوض ديمتريوس قيادة الجيش الى ابلونيوس والى بقاع سورية فحشد جيشا عظيما ونزل بيمنيا وراسل يوناتان الكاهن الاعظم قائلا
- انه ليس لنا من مقاوم الا انت وبسببك قد اصبحت عرضة للسخرية والتعيير فعلام انت تناهضنا في الجبال
- فالان ان كنت واثقا بجيوشك فانزل الينا في السهل فنتبارز هناك فان معي قوة الامصار
- سل واعلم من انا ومن الذين يؤازرونني فانه يقال انكم لا تستطيعون الثبات امامنا لان ابائك قد انكسروا في ارضهم مرتين
- فلست تطيق الثبات امام الفرسان وجيش في كثرة جيشي في سهل لا حجر فيه ولا حصاة ولا ملجا تهربون اليه
- فلما سمع يوناتان كلام ابلونيوس اضطرب غيظا واختار عشرة الاف رجل وخرج من اورشليم ولحق به سمعان اخوه لمظاهرته
- و نزل تجاه يافا فاغلقوا في وجهه ابواب المدينة لان حرس ابلونيوس كان فيها فحاصرها
- فخاف الذين في المدينة وفتحوا له فاستولى يوناتان على يافا
- و سمع ابلونيوس فتقدم في ثلاثة الاف فارس وجيش كثير
- و سار نحو اشدود كانه عابر سبيل ثم عطف بغتة الى السهل اذ كان معه كثيرون من الفرسان الذين يعتمد عليهم فتعقبه يوناتان الى اشدود والتحم القتال بين الفريقين
- و كان ابلونيوس قد خلف الف فارس وراءهم في خفية
- الا ان يوناتان كان عالما ان وراءه كمينا ولم يلبثوا ان احدقوا بجيشه يرمون الشعب بالسهام من الصبح الى المساء
- اما الشعب فبقي في مواقفه كما امر يوناتان حتى اعيت خيل اولئك
- حينئذ برز سمعان بجيشه والحم القتال على الفرقة لان الخيل كانت قد وهنت فكسرهم فهربوا
- و تبددت الخيل في السهل وفروا الى اشدود ودخلوا بيت داجون معبد صنمهم لينجوا بنفوسهم
- فاحرق يوناتان اشدود والمدن التي حولها وسلب غنائمهم واحرق هيكل داجون والذين انهزموا اليه بالنار
- و كان الذين قتلوا بالسيف مع الذين احرقوا ثمانية الاف رجل
- ثم سار يوناتان من هناك ونزل تجاه اشقلون فخرج اهل المدينة للقائه باجلال عظيم
- و رجع يوناتان بمن معه الى اورشليم ومعهم غنائم كثيرة
- و لمل سمع الاسكندر الملك بهذه الحوادث زاد يوناتان مجدا
- و بعث اليه بعروة من ذهب كما كان يعطى لانسباء الملوك ووهب له عقرون وتخومها ملكا
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ التاسع
- و لما سمع ديمتريوس بان نكانور وجيوشه قد سقطوا في الحرب عاد ثانية فارسل الى ارض يهوذا بكيديس والكيمس ومعهما الجناح الايمن
- فانطلقا في طريق الجلجال ونزلا عند مشالوت باربيل فاستولى عليها واهلكا نفوسا كثيرة
- و في الشهر الاول من السنة المئة والثانية والخمسين نزلا على اورشليم
- ثم زحفا وانطلقا الى بئروت في عشرين الف راجل والفي فارس
- و كان يهوذا قد نزل بلاشع ومعه ثلاثة الاف رجل منتخبين
- فلما راوا كثرة عدد الجيوش خافوا خوفا شديدا فجعل كثيرون ينسابون من المحلة ولم يبق منهم الا ثماني مئة رجل
- فلما راى يهوذا ان جيشه قد انساب والحرب تضايقه انكسر قلبه لانه لم يبق له وقت لردهم واسترخت عزائمه
- فقال لمن بقي معه لنقم ونهجم على مناصبينا عسى ان نقدر على مدافعتهم
- فصرفوه عن عزمه قائلين انه ليس في طاقاتنا اليوم الا ان ننجو بنفوسنا ثم نرجع مع اخواتنا ونقاتلهم فانا عدد قليل
- فقال يهوذا حاش لي ان افعل مثل ذلك واهرب منهم وان كان قد دنا اجلنا فلنموتن بشجاعة عن اخواتنا ولا نبقين على مجدنا وصمة
- و برز جيش العدو من المحلة ووقفوا بازائهم وانقسمت الفرسان قسمين وكان الرماة بالمقاليع والقسي يتقدمون الجيش كلها من ذوي الباس
- و كان بكيديس في الجناح الايمن فازدلفت الفرقة من الجانبين وهتفوا بالابواق
- و نفخ رجال يهوذا ايضا في الابواق فارتجت الارض من جلبة العسكرين والتحم القتال من الصبح الى المساء
- و راى يهوذا ان بكيديس وقوة الجيش في الجناح الايمن فقصدهم ومعه كل ذي قلب ثابت
- فكسروا الجناح الايمن وتعقبوا اثرهم الى جبل اشدود
- فلما راى رجال الجناح الايسر انكسار الجناح الايمن انقلبوا على اثار يهوذا ومن معه
- فاشتد القتال وسقط قتلى كثيرون من الفريقين
- و سقط يهوذا وهرب الباقون
- فحمل يوناتان وسمعان يهوذا اخاهما ودفناه في قبر ابائه في مودين
- فبكاه شعب اسرائيل بكاء عظيما ولطموا عليه وناحوا اياما وقالوا
- كيف سقط البطل مخلص اسرائيل
- و بقية اخبار يهوذا وحروبه وما ابداه من الحماسة وجبروته لم تكتب في هذا الموضع لانها كثيرة جدا
- و كان بعد وفاة يهوذا ان المنافقين برزوا في جميع تخوم اسرائيل وظهر كل فاعلي الاثم
- و في تلك الايام حدثت مجاعة عظيمة جدا فتخاذلت البلاد اليهم
- فاختار بكيديس الكفرة منهم واقامهم رؤساء على البلاد
- فكانوا يتطلبون اصحاب يهوذا ويتفقدونهم وياتون بهم الى بكيديس فينتقم منهم ويستهزئ بهم
- فحل باسرائيل ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ لم يظهر فيهم نبي
- فاجتمع جميع اصحاب يهوذا وقالوا ليوناتان
- انه منذ وفاة يهوذا اخيك لم يقم له كفؤ يخرج على العدو وعلى بكيديس والمبغضين لامتنا
- فنحن نختارك اليوم رئيسا لنا وقائدا مكانه تحارب حربنا
- فقبل يوناتان القيادة في ذلك الوقت وقام في موضع يهوذا اخيه
- فلما علم بكيديس طلب قتله
- و بلغ ذلك يوناتان وسمعان اخاه وجميع من معه فهربوا الى برية تقوع ونزلوا على ماء جب اسفار
- فعلم بكيديس فزحف بجميع جيشه الى عبر الاردن يوم سبت
- و ارسل يوناتان يوحنا اخاه بجماعة تحت قيادته يسال النباطيين اولياءه ان يعيروهم عدتهم الوافرة
- فخرج بنو يمري من ميدابا وقبضوا على يوحنا وكل ما معه وذهبوا بالجميع
- و بعد هذه الامور اخبر يوناتان وسمعان اخوه ان بني يمري يقيمون عرسا عظيما ويزفون العروس من ميدابا باحتفال عظيم وهيابنة بعض عظماء كنعان
- فذكروا يوحنا اخاهم وصعدوا واختباوا وراء الجبل
- ثم رفعوا ابصارهم ونظروا فاذا بجلبة وجهاز كثير والعروس واصحابه واخوته خارجون للقائهم بالدفوف والات الطرب واسلحة كثيرة
- فثار عليهم رجال يوناتان من المكمن وضربوهم فسقط قتلى كثيرون وهرب الباقون الى الجبل فاخذوا كل اسلابهم
- و تحول العرس الى مناحة وصوت الات طربهم الى نحيب
- و لما انتقموا لدم اخيهم رجعوا الى غيضة الاردن
- فسمع بكيديس فوفد الى شطوط الاردن يوم سبت في جيش عظيم
- فقال يوناتان لمن معه لننهض الان ونقاتل عن نفوسنا فليس الامر اليوم كما كان امس فما قبل
- ها ان الحرب امامنا وخلفنا وماء الاردن والغياض والغاب من هنا ومن هناك فليس لنا مناص
- و الان فاصرخوا الى السماء فتنقذوا من ايدي اعدائكم ثم التحم القتال
- و مد يوناتان يده ليضرب بكيديس فانصاع عنه الى الوراء
- فرمى يوناتان ومن معه بانفسهم في الاردن وعاموا الى العبر فلم يعبروا الاردن اليهم
- و سقط من رجال بكيديس في ذلك اليوم الف رجل فعاد الى اورشليم
- ثم بنى مدائن حصينة في اليهودية وحصن اريحا وعماوس وبيت حورون وبيت ايل وتمنة وفرعتون وتفون باسوار عالية وابواب ومزاليج
- و جعل فيها حرسا يراغمون اسرائيل
- و حصن مدينة صور وجازر والقلعة وجعل فيها جيوشا وميرة
- و اخذ ابناء قواد البلاد رهائن وجعلهم في القلعة باورشليم في الحبس
- و في السنة الثالثة والخمسين في الشهر الثاني امر الكيمس ان يهدم حائط دار المقدس الداخلية فهدم اعمال الانبياء وشرع في التدمير
- في ذلك الزمان ضرب الكيمس فكف عن صنيعه واعتقل لسانه وفلج ولم يعد يستطيع ان ينطق بكلمة ولا ان يوصي لبنيه
- و مات الكيمس في ذلك الزمان في عذاب شديد
- فلما راى بكيديس ان الكيمس قد مات رجع الى الملك وهدات ارض يهوذا سنتين
- و بعد ائتمر المنافقون كلهم وقالوا ها ان يوناتان والذين معه في منازلهم هادئون مطمئنون فهلموا الان نحمل عليهم بكيديس فيقبض عليهم اجمعين في ليلة واحدة
- و انطلقوا واشاروا عليه بذلك
- فقام وسار في جيش عظيم وبعث سرا يكتب الى جميع نصرائه في اليهودية ان يقبضوا على يوناتان والذين معه فلم يجدوا الى ذلك سبيلا لان مشورتهم انكشفت لهم
- ثم قبضوا على خمسين رجلا من البلاد وهم ارباب الفتنة وقتلوهم
- و انصرف يوناتان وسمعان ومن معهما الى بيت حجلة في البرية وبنى مهدومها وحصنها
- و لما علم بكيديس حشد جميع جمهوره وراسل حلفاءه في اليهودية
- و زحف ونزل على بيت حجلة وحاربها اياما كثيرة ونصب المجانيق
- و ان يوناتان ترك سمعان اخاه في المدينة وخرج في عدد من الجند وانتشر في البلاد
- و ضرب ادورين واخوته وبني فاسرون في خيامهم وطفق يوقع بالعدو ويزداد قوة
- و خرج سمعان ومن معه من المدينة واحرقوا المجانيق
- و قاتلوا بكيديس فانكسر وضايقوه جدا واذ ذهبت مشورته وخروجه في الباطل
- استشاط غضبا على الرجال المنافقين الذين اشاروا عليه بالخروج من البلاد وقتل كثيرين منهم وازمع الانصراف الى ارضه
- و علم يوناتان فانفذ اليه رسلا في عقد المصالحة ورد الاسرى
- فاجاب وفعل بحسب كلامه وحلف له انه لن يطلبه بسوء كل ايام حياته
- و رد اليه الاسرى الذين اسرهم من قبل في ارض يهوذا ثم عاد الى ارضه ولم يعد يسير الى تخومهم
- فزال السيف من اسرائيل وسكن يوناتان في مكماش واخذ يوناتان يحاكم الشعب واستاصل المنافقين من اسرائيل
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ الثامن
- و سمع يهوذا باسم الرومانيين انهم ذوو اقتدار عظيم ويعزون كل من ضوى اليهم وكل من جاءهم اثروه بمودتهم ولهم شوكة شديدة
- و قصت عليه وقائعهم وما ابدوا من الحماسة في قتال الغاليين وانهم اخضعوهم وضربوا عليهم الجزية
- و ما فعلوا في بلاد اسبانية واستيلاؤهم على معادن الفضة والذهب التي هناك وانهم اخضعوا كل مكان بمشورتهم وطول اناتهم
- و ان كان ذلك المكان عنهم بمسافة بعيدة وكسروا الذين اغاروا عليهم من الملوك من اقاصي الارض وضربوهم ضربة عظيمة وانسائر الملوك يحملون اليهم الجزية كل سنة
- و قد قهروا فيلبس وفرساوس ملك كتيم في الحرب وكل من قاتلهم واخضعوهم
- و كسروا انطيوكس الكبير ملك اسية الذي زحف لقتالهم ومعه مئة وعشرون فيلا وفرسان وعجلات وجيش كثير جدا
- و قبضوا عليه حيا وضربوا عليه وعلى الذين يملكون بعده جزية عظيمة ورهائن ووضائع معلومة
- و ان يتركوا بلاد الهند وماداي ولود وخيار بلادهم واخذوها منه واعطوها لاومينيس الملك
- و لما هم اليونان ان يسيروا لمقاتلتهم بلغهم ذلك
- فارسلوا اليهم قائدا واحدا وحاربوهم فسقط منهم قتلى كثيرون وسبوا نساءهم واولادهم ونهبوهم واستولوا على ارضهم وهدموا حصونهم واستعبدوهم الى هذا اليوم
- و دمروا سائر الممالك والجزائر التي قاومتهم واستعبدوا سكانها
- و انهم حفظوا المودة لاوليائهم والذين اعتمدوا عليهم وتسلطوا على الممالك قريبها وبعيدها وكل من سمع باسمهم خافهم
- و من ارادوا مؤازرته وتمليكه ملكوه ومن ارادوا خلعه خلعوه فعلا شانهم جدا
- و مع ذلك كله لم يلبس احد منهم التاج ولا تردى الارجوان مباهاة به
- و انما وضعوا لهم شورى ياتمر فيها كل يوم ثلاث مئة وعشرون رجلا لاصلاح شؤونهم
- و هم يفوضون سلطانهم وسياسة ارضهم بجملتها كل سنة الى رجل واحد وجميعهم يطيعون هذا الواحد وليس فيهم حسد ولا منافسة
- فاختار يهوذا اوبولمس بن يوحنا بن اكوس وياسون بن العازار وارسلهما الى رومية ليعقدا معهم عهد الموالاة والمناصرة
- و يرفعا عنهم النير لانهم راوا ان دولة اليونان قد استعبدت اسرائيل استعبادا
- فانطلقا الى رومية في سفر بعيد جدا ودخلا الشورى وتكلما وقالا
- انا مرسلان اليكم من قبل يهوذا المكابي واخوته وجمهور اليهود لنعقد معكم عهد المناصرة والمسالمة وان تثبتونا في جملة مناصريكم واوليائكم
- فحسن الكلام لديهم
- و هذه نسخة الكتاب الذي دونوه على الواح من نحاس وارسلوه الى اورشليم حتى يكون عندهم تذكار للمسالمة والمناصرة
- الفلاح للرومانيين ولامة اليهود في البحر والبر الى الابد وليبعد عنهم السيف والعدو
- اذا قامت حرب في رومية اولا او عند اي كان من مناصريهم في جميع سلطانهم
- فامة اليهود تناصر بكل عزمها كما تقتضيه الحال
- و ليس على الرومانيين ان يؤدوا الى المحاربين معهم او يجهروا لهم طعاما ولا اسلحة ولا فضة ولا سفنا كذلك حسن عند الرومانيين لكن يحافظون على اوامر الرومانيين بغير ان ياخذوا شيئا
- و كذلك امة اليهود اذا حدثت لها حرب اولا فالرومانيون ينتدبون للمناصرة كما تقتضيه الحال
- و ليس على اليهود ان يؤدوا الى المناصرين طعاما ولا اسلحة ولا فضة ولاسفنا كذلك حسن عند الرومانيين لكن يحافظون على اوامر اليهود دون غش
- على هذا الكلام عاهد الرومانيون شعب اليهود
- و اذا شاء هؤلاء او اولئك ان يزيدوا على هذا الكلام او يسقطوا منه فيفعلون برضى الفريقين وكل ما زادوا او اسقطوا يكون مقررا
- اما الشرور التي انزلها بهم الملك ديمتريوس فقد كتبنا اليه قائلين لم ثقلت النير على اوليائنا ومناصرينا اليهود
- فان عادوا يتظلمون منك فسنجري لهم الحكم ونقاتلك بحرا وبرا
سفر المكابين الأول – الأصحَاحُ السابع
- و في السنة المئة والحادية والخمسين خرج ديمتريوس بن سلوقس من رومية وصعد في نفر يسير الى مدينة بالساحل وملك هناك
- و لما دخل دار ملك ابائه قبضت الجيوش على انطيوكس وليسياس لتاتيه بهما
- فلما علم بذلك قال لا تروني اوجههما
- فقتلتهما الجيوش وجلس ديمتريوس على عرش ملكه
- فاتاه جميع رجال النفاق والكفر من اسرائيل وفي مقدمتهم الكيمس وهو يطمع ان يصير كاهنا اعظم
- و وشوا على الشعب عند الملك قائلين ان يهوذا واخوته قد اهلكوا اصحابك وطردونا عن ارضنا
- فالان ارسل رجلا تثق به يذهب ويفحص عن جميع ما انزله بنا وببلاد الملك من الدمار ويعاقبهم مع جميع اعوانهم
- فاختار الملك بكيديس احد اصحاب الملك امير عبر النهر وكان عظيما في المملكة وامينا للملك وارسله
- هو والكيمس الكافر وقد قلده الكهنوت وامره ان ينتقم من بني اسرائيل
- فسارا وقدما ارض يهوذا في جيش كثيف وانفذا رسلا الى يهوذا واخوته يخاطبونهم بالسلام مكرا
- فلم يلتفتوا الى كلامهما لانهم راوهما قادمين في جيش كثيف
- و اجتمعت الى الكيمس وبكيديس جماعة الكتبة يسالون حقوقا
- و وافى الحسيديون وهم المقدمون في بني اسرائيل يسالونهما السلم
- لانهم قالوا ان مع جيوشه كاهنا من نسل هرون فلا يظلمنا
- فخاطبهم خطاب سلام وحلف لهم قائلا انا لا نريد بكم ولا باصحابكم سوءا
- فصدقوه فقبض على ستين رجلا منهم وقتلهم في يوم واحد كما هو مكتوب
- جعلوا لحوم اصفيائك وسفكوا دماءهم حول اورشليم ولم يكن لهم من دافن
- فوقع خوفهم ورعبهم على جميع الشعب لانهم قالوا ليس فيهم شيء من الحق والعدل اذ نكثوا العهد والحلف الذي حلفوه
- و ارتحل بكيديس عن اورشليم ونزل ببيت زيت وارسل وقبض على كثيرين من الذين كانوا قد خذلوه وعلى بعض من الشعب وذبحهم علىالجب العظيم
- ثم سلم البلاد الى الكيمس وابقى معه جيشا يؤازره وانصرف بكيديس الى الملك
- و كان الكيمس يجهد في تولى الكهنوت الاعظم
- و اجتمع اليه جميع المفسدين في الشعب واستولوا على ارض يهوذا وضربوا اسرائيل ضربة عظيمة
- و راى يهوذا جميع الشر الذي صنعه الكيمس ومن معه في بني اسرائيل وكان فوق ما صنعت الامم
- فخرج الى جميع حدود اليهودية مما حولها وانزل نقمته بالقوم الذين خذلوه فكفوا عن مهاجمة البلاد
- فلما راى الكيمس ان قد تقوى يهوذا ومن معه وعلم انه لا يستطيع الثبات امامهم رجع الى الملك ووشى عليهم بجرائم
- فارسل الملك نكانور احد رؤسائه المشهورين وكان عدوا مبغضا لاسرائيل وامره بابادة الشعب
- فوفد نكانور على اورشليم في جيش كثير وارسل الى يهوذا واخوته يخاطبهم بالسلام مكرا
- قائلا لا يكن قتال بيني وبينكم فانني قادم في نفر قليل لاواجهكم بسلام
- و جاء الى يهوذا وحيا بعضهما بعضا تحية السلم وكان الاعداء مستعدين لاختطاف يهوذا
- و علم يهوذا ان مواجهته كانت مكرا فاجفل منه وابي ان يعود الى مواجهته
- فلما راى نكانور ان مشورته قد كشفت خرج لملاقاة يهوذا بالقتال عند كفر سلامة
- فسقط من جيش نكانور نحو خمسة الاف رجل وفر الباقون الى مدينة داود
- و بعد هذه الامور صعد نكانور الى جبل صهيون فخرج بعض الكهنة من المقادس وبعض شيوخ الشعب يحيونه تحية السلم ويرونه المحرقات المقربة عن الملك
- فاستهزا بهم وسخر منهم وتقذرهم وكلمهم بتجبر
- و اقسم بغضب قائلا ان لم يسلم يهوذا وجيشه الى يدي اليوم فسيكون متى عدت بسلام اني احرق هذا البيت وخرج بحنق شديد
- فدخل الكهنة ووقفوا امام المذبح والهيكل وبكوا وقالوا
- انك يا رب قد اخترت هذا البيت ليدعى فيه باسمك ويكون بيت صلاة وتضرع لشعبك
- فانزل النقمة بهذا الرجل وجيشه وليسقطوا بالسيف واذكر تجاديفهم ولا تبق عليهم
- ثم خرج نكانور من اورشليم ونزل ببيت حورون فانحاز اليه جيش سورية
- و نزل يهوذا باداسة في ثلاثة الاف رجل وصلى يهوذا وقال
- انه لما جدف الذين كانوا مع ملك اشور خرج ملاكك يا رب وضرب مئة الف وخمسة وثمانين الفا منهم
- هكذا فاحطم هذا الجيش امامنا اليوم فيعلم الباقون انهم تكلموا على اقداسك سوءا واقض عليه بحسب خبثه
- ثم الحم الجيشان القتال في اليوم الثالث عشر من شهر اذار فانكسر جيش نكانور وكان هو اول من سقط في القتال
- فلما راى جيش نكانور انه قد سقط القوا اسلحتهم وهربوا
- فتعقبوهم مسيرة يوم من اداسة الى مدخل جازر ونفخوا وراءهم في ابواق الاشارة
- فخرج الناس من جميع قرى اليهودية من كل جانب وصدموهم فارتدوا الى جهة الذين يتعقبونهم فسقطوا جميعهم بالسيف ولم يبق منهم احد
- فاخذوا الغنائم والاسلاب وقطعوا راس نكانور ويمينه التي مدها بتجبر واتوا بهما وعلقوهما قبالة اورشليم
- ففرح الشعب جدا وقضوا ذلك النهار بمسرة عظيمة
- و رسموا ان يعيد ذلك اليوم الثالث عشر من اذار كل سنة
- و هدات ارض يهوذا اياما يسيرة