Book: سفر طوبيا
سفر طوبيا
طوبيا – الإصحاح الرابع عشر
- و فرغ طوبيا من كلامه وعاش طوبيا بعدما عاد بصيرا اثنتين واربعين سنة وراى بني حفدته
- فتمت سنوه مئة واثنتين ودفن بكرامة في نينوى
- و كان حين ذهب بصره ابن ست وخمسين سنة وعاد يبصر وهو ابن ستين سنة
- و قضى بقية حياته مسرورا واذ بلغ من تقوى الله غاية حسنة انتقل بسلام
- و لما حضرته الوفاة دعا ابنه طوبيا وبني ابنه السبعة الفتيان وقال لهم
- قد دنا دمار نينوى لان كلام الرب لا يذهب باطلا واخوتنا الذين تفرقوا من ارض اسرائيل يرجعون اليها
- و كل ارضها المقفرة ستمتلئ وبيت الله الذي احرق فيها سيستانف بناؤه وسيرجع الى هناك جميع خائفي الله
- و ستترك الامم اصنامها وترحل الى اورشليم فتقيم بها
- و تفرح فيها ملوك الارض كافة ساجدة لملك اسرائيل
- اسمعوا يا بني لابيكم اعبدوا الرب بحق وابتغوا عمل مرضاته
- و اوصوا بنيكم بعمل العدل والصدقات وان يذكروا الله ويباركوه كل حين بالحق وبكل طاقاتهم
- اسمعوا لي يا بني لا تقيموا ههنا بل اي يوم دفنتم والدتكم معي في قبر واحد ففي ذلك اليوم وجهوا خطواتكم للخروج من هذا الموضع
- فاني ارى ان اثمه سيهلكه
- فكان ان طوبيا بعد موت امه ارتحل عن نينوى بزوجته وبنيه وبني بنيه ورجع الى حمويه
- فوجدهما سالمين بشيخوخة صالحة فاهتم بهما وهو اغمض اعينهما واحرز كل ميراث بيت رعوئيل وراى بني بنيه الى الجيل الخامس
- و بعد ان استوفى تسعا وتسعين سنة في مخافة الرب دفن بفرح
و لبث كل ذوي قرابته وجميع اعقابه في عيشة صالحة وسيرة مقدسة وكانوا مرضيين لدى الله والناس وجميع سكان الارض
طوبيا – الإصحاح الثالث عشر
- حينئذ فتح طوبيا الشيخ فاه مباركا للرب وقال عظيم انت يارب الى الابد وفي جميع الدهور ملكك
- لانك تجرح وتشفي وتحدر الى الجحيم وتصعد منه وليس من يفر من يدك
- اعترفوا للرب يا بني اسرائيل وسبحوه امام جميع الامم
- فانه فرقكم بين الامم الذين يجهلونه لكي تخبروا بمعجزاته وتعرفوهم ان لا اله قادرا على كل شيء سواه
- هو ادبنا لاجل اثامنا وهو يخلصنا لاجل رحمته
- انظروا الان ما صنع لنا واعترفوا له بخوف ورعدة ومجدوا ملك الدهور باعمالكم
- اما انا ففي ارض جلائي اعترف له لانه اظهر جلاله في امة خاطئة
- ارجعوا الان ايها الخطاة واصنعوا امام الله برا واثقين بانه يصنع لكم رحمة
- اما انا فنفسي تتهلل به
- باركوا الرب يا جميع مختاريه اقيموا ايام فرح واعترفوا له
- يا اورشليم مدينة الله ان الرب ادبك باعمال يديك
- اشكري لله نعمته عليك وباركي اله الدهور حتى يعود فيشيد مسكنه فيك ويرد اليك جميع اهل الجلاء وتبتهجي الى دهر الدهور
- تتلالئين بسنى بهيج وجميع شعوب الارض لك يسجدون
- يزورك الامم من الاقاصي بقرابينهم ويسجدون فيك للرب ويعتدون ارضك ارضا مقدسة
- لانهم فيك يدعون الاسم العظيم
- ملعونين يكونون الذين استهانوا بك والذين جدفوا عليك يدانون ويباركك الذين يبنونك
- اما انت فتفرحين ببنيك لانهم يباركون كافة والى الرب يحتشدون
- طوبى للذين يحبونك ويفرحون لك بالسلام
- باركي يا نفسي الرب لان الرب الهنا خلص اورشليم مدينته من جميع شدائدها
- طوبى لي ان بقي من ذريتي من يبصر بهاء اورشليم
- ابواب اورشليم من ياقوت وزمرد وكل محيط اسوارها من حجر كريم
- و جميع اسواقها مفروشة بحجر ابيض نقي وفي شوارعها ينشد هللويا
مبارك الرب الذي عظمها وليكن ملكه فيها الى دهر الدهور امين
طوبيا – الإصحاح الثاني عشر
- حينئذ دعا طوبيا ابنه اليه وقال له ماذا ترى نعطي هذا الرجل القديس الذي ذهب معك
- فاجاب طوبيا وقال لابيه يا ابت اي اجرة نعطيه واي شيء يكون موازيا لاحسانه
- اخذني ورجع بي سالما والمال هو استوفاه من عند غابيلوس وبه حصلت على زوجتي وهو كف عنها الشيطان وفرح ابويها وخلصني من افتراس الحوت واياك ايضا هو جعلك تبصر نور السماء وبه غمرنا بكل خير فماذا عسى ان نعطيه مما يكون موازيا لهذه
- لكني اسالك يا ابت ان نساله هل يرضى ان ياخذ النصف من كل ما جئنا به
- فدعاه الوالد وولده واخذاه ناحية وجعلا يسالانه ان يتنازل ويقبل النصف من جميع ما جاءا به
- حينئذ خاطبهما سرا وقال باركا اله السماء واعترفا له امام جميع الاحياء لما اتاكما من مراحمه
- اما سر الملك فخير ان يكتم واما اعمال الله فاذاعتها والاعتراف بها كرامة
- صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب
- لان الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الانسان لنوال الرحمة والحياة الابدية
- و اما الذين يعملون المعصية والاثم فهم اعداء لانفسهم
- اما انا فاعلن لكما الحق وما اكتم عنكما امرا مستورا
- انك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبا الموتى في بيتك نهارا وتدفنهم ليلا كنت انا ارفع صلاتك الى الرب
- و اذ كنت مقبولا امام الله كان لا بد ان تمتحن بتجربة
- و الان فان الرب قد ارسلني لاشفيك واخلص سارة كنتك من الشيطان
- فاني انا رافائيل الملاك احد السبعة الواقفين امام الرب
- فلما سمعا مقالته هذه ارتاعا وسقطا على اوجههما على الارض مرتعدين
- فقال لهما الملاك سلام لكم لا تخافوا
- لاني لما كنت معكم انما كنت بمشيئة الله فباركوه وسبحوه
- و كان يظهر لكم اني اكل واشرب معكم وانما انا اتخذ طعاما غير منظور وشرابا لا يبصره بشر
- و الان قد حان ان ارجع الى من ارسلني وانتم فباركوا الله وحدثوا بجميع عجائبه
- و بعد ان قال هذا ارتفع عن ابصارهم فلم يعودوا يعاينونه بعد ذلك
- حينئذ لبثوا ثلاث ساعات منطرحين على وجوههم يباركون الله ثم نهضوا وحدثوا بجميع عجائبه
طوبيا – الإصحاح الحادي عشر
- و فيما هم راجعون وقد بلغوا الى حاران التي في وسط الطريق جهة نينوى في اليوم الحادي عشر
- قال الملاك يا اخي طوبيا انك تعلم كيف فارقت اباك
- فلنتقدم نحن ان احببت والعيال وزوجتك يلحقوننا على مهل مع المواشي
- و اذ توافقا على المضي قال رافائيل لطوبيا خذ معك من مرارة الحوت فان لنا بها حاجة فاخذ طوبيا من المرارة وانطلقا
- و اما حنة فكانت كل يوم تجلس عند الطريق على راس الجبل حيث كانت تستطيع ان تنظر على بعد
- فلما كانت تتشوف ذات يوم من ذلك الموضع نظرت على بعد وللوقت عرفت انه ابنها قادما فبادرت واخبرت بعلها قائلة هوذا ابنك ات
- و قال رافائيل لطوبيا اذا دخلت بيتك فاسجد في الحال للرب الهك واشكر له ثم ادن من ابيك وقبله
- و اطل لساعتك عينيه بمرارة الحوت هذه التي معك واعلم انه للحين تنفتح عيناه ويرى ابوك ضوء السماء ويفرح برؤيتك
- حينئذ سبق الكلب الذي كان معه في الطريق وكان كانه بشير يبدي مسرته ببصبصة ذنبه
- فقام ابوه وهو اعمى وجعل يجري وهو يتعثر برجليه فناول يده لغلام وخرج لملاقاة ابنه
- و استقبله وقبله هو وامراته وطفق كلاهما يبكيان من الفرح
- ثم سجدوا لله وشكروا له وجلسوا
- فاخذ طوبيا من مرارة الحوت وطلى عيني ابيه
- و مكث مقدار نصف ساعة فبدا يخرج من عينيه غشاوة كغرقئ البيض
- فامسكها طوبيا وسحبها من عينيه وللوقت عاد الى طوبيا بصره
- فمجد الله هو وامراته وكل من كان يعرفه
- و قال طوبيا اباركك ايها الرب اله اسرائيل لانك ادبتني وشفيتني وهاءنذا ارى طوبيا ولدي
- و اما سارة كنته فوصلت بعد سبعة ايام هي وجميع العيال بسلام والغنم والابل ومال كثير مما للمراة مع المال الذي استوفاه من غابيلوس
- و اخبر ابويه بجميع احسانات الله التي انعم بها عليه على يد ذلك الرجل الذي ذهب معه
- و وفد على طوبيا احيور ونباط وهما ذوا قرابة له فرحين وهناه بجميع ما من الله به عليه من الخير
- و عملوا وليمة سبعة ايام وفرحوا كلهم فرحا عظيما
طوبيا – الإصحاح العاشر
- و لما ابطا طوبيا هناك لسبب العرس قلق ابوه طوبيا وقال لماذا ترى ابطا ابني وما الذي عاقه هناك
- العل غابيلوس قد مات وليس من يرد له المال
- و اخذه حزن شديد هو وحنة امراته وطفق كلاهما يبكيان لتخلف ابنهما عن الرجوع في يوم الميعاد
- و كانت امه تبكي بدموع لا تنقطع وهي تقول اه اوه يا بني لماذا ارسلناك في الغربة يا نور ابصارنا وعكازة شيخوختنا وعزاء عيشتنا ورجاء عقبنا
- لقد كان لنا فيك وحدك كل شيء فلم يكن ينبغي لنا ان نرسلك عنا
- فكان طوبيا يقول لها اسكتي ولا تقلقي ان ابننا سالم والرجل الذي ارسلناه معه ثقة جدا
- فلم يكن ذلك يفيدها ادنى تعزية وكانت كل يوم تقوم مسرعة فتتشوف من كل جهة وتنظر في جميع الطرق التي كانت تظن ان ابنها يرجع منها لعلها تراه عن بعد مقبلا
- و اما رعوئيل فقال لصهره امكث ههنا وانا انفذ الى طوبيا ابيك من يخبره بسلامتك
- فقال له طوبيا اني لاعلم ان ابي وامي يحسبان الايام وارواحهما معذبة قلقا
- و بعد ان اكثر رعوئيل من الالحاح على طوبيا فابى ان يسمع بوجه من الوجوه اعطاه سارة ونصف امواله كلها من غلمان وجوار ومواش وابل وبقر وفضة كثيرة وصرفه من عنده بسلام فرحا
- قائلا ملاك الرب القدوس يكون في طريقكما ويبلغكما سالمين وتجدان كل شيء عند ابويكما بخير وترى عيناي بنيكما قبل موتي
- و اقبل الوالدان على ابنتهما يقبلانها ثم صرفاها
- و اوصياها ان تكرم حمويها وتحب بعلها وتدبر عيالها وتسوس بيتها وتحفظ نفسها غير ملومة
طوبيا – الإصحاح التاسع
- ثم ان طوبيا استدعى الملاك الذي كان يحسبه انسانا وقال له يا اخي عزريا اسالك ان تسمع كلامي
- اني لو جعلت نفسي عبدا لك لما وفيت بعنايتك حق الوفاء
- و لكني مع ذلك اسالك ان تاخذ دواب وغلمانا وتنطلق الى غابيلوس في راجيس مدينة الماديين وترد عليه صكه وتقبض منه الفضة وتدعوه الى عرسي
- لانك تعلم ان ابي يحسب الايام فان زدت في ابطائي يوما واحدا حزنت نفسه
- و انت ترى ان رعوئيل قد استحلفني ولست استطيع ان استخف بحلفه
- حينئذ اخذ رافائيل اربعة من غلمان رعوئيل وجملين وسافر الى راجيس مدينة الماديين ولقي غابيلوس فدفع اليه صكه واستوفى منه المال كله
- و عرفه امر طوبيا بن طوبيا وكل ما وقع واتى به معه الى العرس
- فلما دخل بيت رعوئيل وجد طوبيا متكئا فنهض قائما وقبلا بعضهما بعضا وبكى غابيلوس وبارك الله
- و قال يباركك الرب اله اسرائيل لانك ابن رجل صالح جدا بار متقي الله صانع صدقات
- و تحل البركة على زوجتك وعلى والديكما
- و تريان بنيكما وبني بنيكما الى الجيل الثالث والرابع ويكون نسلكما مباركا من اله اسرائيل المالك الى دهر الدهور
فقالوا كلهم امين ثم تقدموا الى الوليمة الا انهم اتخذوا وليمة العرس بخوف الله
طوبيا – الإصحاح الثامن
- و لما فرغوا من العشاء ادخلوا عليها الفتى
- فذكر طوبيا كلام الملاك فاخرج من كيسه فلذة من الكبد والقاها على الجمر المشتعل
- حينئذ قبض الملاك رافائيل على الشيطان واوثقه في برية مصر العليا
- و وعظ طوبيا البكر وقال لها يا سارة قومي نصلي الى الله اليوم وغدا وبعد غد فانا في هذه الليالي الثلاث نتحد بالله وبعد انقضاء الليلة الثالثة نكون في زواجنا
- لانا بنو القديسين فلا ينبغي لنا ان نقترن اقتران الامم الذين لا يعرفون الله
- فقاما معا وصليا كلاهما بحرارة حتى يعافيهما
- و قال طوبيا ايها الرب اله ابائنا لتباركك السماوات والارض والبحر والينابيع والانهار وجميع خلائقك التي فيها
- انت جبلت ادم من تراب الارض واتيته حواء عونا
- و الان يارب انت تعلم اني لا لسبب الشهوة اتخذ اختي زوجة وانما رغبة في النسل الذي يبارك فيه اسمك الى دهر الدهور
- و قالت سارة ايضا ارحمنا يا رب ارحمنا حتى نشيخ كلانا معا في عافية
- و كان نحو وقت صياح الديك ان رعوئيل امر ان يجمع اليه غلمانه فانطلقوا معه واحتفروا قبرا
- لانه قال اخشى ان يصيبه ما اصاب غيره من الرجال السبعة الذين دخلوا عليها
- فلما اعدوا القبر رجع رعوئيل الى زوجته وقال لها
- ابعثي واحدة من جواريك لترى هل مات حتى اواريه قبل ضوء النهار
- فانفذت احدى جواريها فدخلت المخدع فاذا هما سالمان معافيان وهما نائمان معا
- فعادت واخبرت بهذه البشرى فبارك رعوئيل وحنة زوجته الرب
- قائلين نباركك ايها الرب اله اسرائيل من اجل انه لم يصبنا ما كنا نتوقعه
- فانك قد اتيتنا رحمتك وحبست عنا العدو الذي يضطهدنا
- و رحمت الوحيدين فاجعلهما يارب يباركانك اتم بركة ويقدمان لك قربان تسبيحك وعافيتهما حتى تعلم الامم كافة انك انت الاله الواحد في الارض كلها
- و للحال امر رعوئيل غلمانه ان يردموا القبر الذي حفروه قبل ضوء الصباح
- ثم اوعز الى زوجته ان تعد وليمة وتصلح ما ينبغي للمسافرين من الزاد
- و امر بذبح بقرتين سمينتين واربعة اكبش وان تهيا وليمة لجميع جيرانه واصدقائه
- و استحلف رعوئيل طوبيا ان يقيم عنده اسبوعين
- و اعطى رعوئيل لطوبيا نصف ماله كله وكتب لطوبيا صكا بالنصف الباقي ان يستولي عليه بعد موتهما
طوبيا – الإصحاح السابع
- ثم دخلا على رعوئيل فتلقاهما رعوئيل بالمسرة
- و اذ نظر رعوئيل الى طوبيا قال لحنة زوجته ما اشبه هذا الرجل بذي قرابتي
- و بعد هذا الكلام قال رعوئيل من اين انتما ايها الاخوان الفتيان فقالا له من سبط نفتالي من جلاء نينوى
- فقال لهما رعوئيل هل تعرفان طوبيا اخي فقالا نعرفه
- فلما اكثر من الثناء عليه قال الملاك لرعوئيل ان طوبيا الذي انت تسال عنه هو ابو هذا
- فالقى رعوئيل بنفسه وقبله بدموع وبكى على عنقه
- و قال بركة لك يا بني انك ابن رجل صالح فاضل
- و بكت حنة امراته وسارة ابنتهما ايضا
- و بعد ان تحادثوا امر رعوئيل ان يذبح كبش وتهيا مادبة ودعاهما ان يتكئا للغذاء
- فقال طوبيا اني لا اكل اليوم طعاما ههنا ولا اشرب ما لم تجيبني الى ما انا سائله وتعدني ان تعطيني سارة ابنتك
- فلما سمع رعوئيل هذا الكلام ارتعد لمعرفته بما اصاب السبعة الرجال الذين دخلوا عليها وخاف ان يصيب هذا ما اصابهم وفيما هو متردد ولم يردد عليه جوابا
- قال له الملاك لا تخف ان تعطيها لهذا فان ابنتك له ينبغي ان تكون زوجة لانه يخاف الله ولذلك لم يقدر غيره ان ياخذها
- حينئذ قال رعوئيل لا اشك ان الله قد تقبل صلواتي ودموعي امامه
- و لعله لاجل ذلك ساقكما الله الى حتى تتزوج هذه بذي قرابتها على حسب شريعة موسى والان لا تشك اني اعطيكها
- ثم اخذ بيمين ابنته سارة وسلمها الى يمين طوبيا قائلا اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب يكون معكما وهو يقرنكما ويتم بركته عليكما
- ثم اخذوا صحيفة وكتبوا فيها عقد الزواج
- و بعد ذلك اكلوا وباركوا الله
- و دعا رعوئيل حنة زوجته وامرها ان تهيا مخدعا اخر
- و ادخلته سارة ابنتها وهي باكية
- و قالت لها تشجعي يا بنية ورب السماء يؤتيك فرحا بدل الغم الذي قاسيته
طوبيا – الإصحاح السادس
- و سافر طوبيا والكلب يتبعه فبات اول منزلة بجانب نهر دجلة
- و خرج ليغسل رجليه فاذا بحوت عظيم قد خرج ليفترسه
- فارتاع طوبيا وصرخ بصوت عظيم قائلا يا مولاي قد اقتحمني
- فقال له الملاك امسك بخيشومه واجتذبه اليك ففعل كذلك واجتذبه الى اليبس فاخذ يختبط عند رجليه
- فقال له الملاك شق جوف الحوت واحتفظ بقلبه ومرارته وكبده فان لك بها منفعة لعلاج مفيد
- ففعل كذلك ثم شوى من لحمه فاخذا للطريق وملحا سائره حتى يكون لهما ما يكفيهما الى ان يبلغا راجيس مدينة الماديين
- ثم ان طوبيا سال الملاك وقال له نشدتك يا اخي عزريا ان تخبرني ما العلاج الذي يؤخذ من هذه الاشياء التي امرتني ان اذخرها من الحوت
- فاجابه الملاك قائلا اذا القيت شيئا من قلبه على الجمر فدخانه يطرد كل جنس من الشياطين في رجل كان او امراة بحيث لا يعود يقربهماابدا
- و المرارة تنفع لمسح العيون التي عليها غشاء فتبرا
- و قال طوبيا اين تريد ان ننزل
- فقال الملاك ان هنا رجلا اسمه رعوئيل من ذوي قرابتك من سبطك وله بنت اسمها سارة وليس له من ذكر ولا انثى سواها
- فجميع ماله مستحق لك ولا بد لك ان تتخذها زوجة
- فاخطبها الى ابيها فانه يزوجها منك
- فاجاب طوبيا وقال اني سمعت انه قد عقد لها على سبعة ازواج فماتوا وقد سمعت ايضا ان الشيطان قتلهم
- فلاجل هذا اخاف ان يصيبني مثل ذلك وانا وحيد لابوي فانزل شيخوختهما الى الجحيم بالحزن
- فقال له الملاك رافائيل استمع فاخبرك من هم الذين يستطيع الشيطان ان يقوى عليهم
- ان الذين يتزوجون فينفون الله من قلوبهم ويتفرغون لشهوتهم كالفرس والبغل اللذين لا فهم لهما اولئك للشيطان عليهم سلطان
- فانت اذا تزوجتها ودخلت المخدع فامسك عنها ثلاثة ايام ولا تتفرغ معها الا للصلوات
- و في تلك الليلة اذا احرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان
- و في الليلة الثانية تكون مقبولا في شركة الاباء القديسين
- و في الليلة الثالثة تنال البركة حتى يولد لكما بنون سالمون
- و بعد انقضاء الليلة الثالثة تتخذ البكر بخوف الرب وانت راغب في البنين اكثر من الشهوة لكي تنال بركة ذرية ابراهيم
طوبيا – الإصحاح الخامس
- فاجاب طوبيا اباه وقال يا ابت كل ما امرتني به افعله
- و اما هذا المال فما ادري كيف احصله فان الرجل لا يعرفني وانا لا اعرفه فما العلامة التي اعطيها له بل الطريق التي تؤدي الى هناك لا اعرفها ايضا
- فاجابه ابوه وقال ان عندي صكه فاذا عرضته عليه فانه يؤدي عاجلا
- و الان هلم فالتمس لك رجلا ثقة يصحبك باجرته حتى تستوفي المال وانا حي
- فبينما خرج طوبيا اذا بفتى بهي قد وقف مشمرا كانه متاهب للمسير
- فسلم عليه وهو يجهل انه ملاك الله وقال من اين اقبلت يا فتى الخير
- قال انا من بني اسرائيل فقال له طوبيا هل تعرف الطريق الاخذة الى بلاد الماديين
- قال اعرفها وقد سلكت جميع طرقها مرارا كثيرة وكنت نازلا باخينا غابيلوس المقيم براجيس مدينة الماديين التي في جبل احمتا
- فقال له طوبيا انتظرني حتى اخبر ابي بهذا
- و دخل طوبيا واخبر اباه بجميع ذلك فتعجب ابوه وطلب ان يدخل عليه
- فدخل وسلم عليه وقال ليكن لك فرح دائم
- فاجاب طوبيا واي فرح يكون لي انا المقيم في الظلام لا ابصر ضوء السماء
- فقال له الفتى كن طيب القلب فانك عن قليل تنال البرء من لدن الله
- فقال له طوبيا هل لك ان تبلغ ابني الى غابيلوس في راجيس مدينة الماديين وانا اوفيك اجرتك متى رجعت
- فقال له الملاك اخذه واعود به اليك
- فقال له طوبيا اخبرني من اي عشيرة ومن اي سبط انت
- فقال له رافائيل الملاك افي نسب الاجير حاجتك ام في الاجير الذي يذهب مع ابنك
- و لكن لكي لا اقلق بالك انا عزريا بن حننيا العظيم
- فقال له طوبيا انك من نسب كريم غير اني ارجو ان لا يسوءك كوني طلبت معرفة نسبك
- فقال له الملاك هاءنذا اخذ ابنك سالما وساعود به اليك سالما
- قال طوبيا انطلقا بسلام وليكن الله في طريقكما وملاكه يرافقكما
- حينئذ اخذا كل ما ارادا اخذه من اهبة الطريق وودع طوبيا اباه وامه وسارا كلاهما معا
- فلما فصلا جعلت امه تبكي وتقول قد اخذت عكازة شيخوختنا وابعدتها عنا
- لا كان هذا المال الذي ارسلته لاجله
- لقد كان في رزقنا القليل ما يكفي لان نعد النظر الى ولدنا غنى عظيما
- فقال لها طوبيا لا تبكي ان ولدنا سيصل سالما ويعود الينا سالما وعيناك تبصرانه
- فاني واثق بان ملاك الله الصالح يصحبه ويدبره في جميع احواله حتى يرجع الينا بفرح
- فكفت امه عن البكاء عند هذا الكلام وسكتت