- ثم سددت مساعيهم بارشاد نبي قديس
- فساروا في برية لا ساكن بها وضربوا اخبيتهم في ارض قفرة
- و قاوموا محاربيهم ودافعوا اعداءهم
- و في عطشهم دعوا اليك فاعطوا ماء من صخرة الصوان وشفاء لغليلهم من الحجر الجلمود
- فكان الذي عذب به اعداؤهم اذ اعوزهم ما يشربون وبنو اسرائيل متهللون بكثرته
- هو الذي احسن به اليهم في عوزهم
- فانك بلبلت اولئك اذ بدلتهم بمعين النهر الدائم دما صديدا
- عقابا لهم على قضائهم بقتل الاطفال وهؤلاء اعطيتهم ماء غزيرا عند الياس منه
- لكي تريهم بعطشهم هذا كيف عاقبت اضدادهم
- فانهم بامتحانك لهم وان كان تاديب رحمة فهموا كيف كان عذاب المنافقين المقضي عليهم بالغضب
- لانك جربت هؤلاء كاب انذارا لهم واولئك ابتليتهم كملك قاس قضاء عليهم
- و قد مسهم في الغيب من الضر ما مسهم في المشهد
- اذ اخذهم ضعفان من الحزن والنحيب بتذكر الضربات السالفة
- لانهم لما سمعوا ان ما كان لهم عقابا صار لاعدائهم احسانا شعروا بيد الرب
- و الذي قضوا من قبل بطرحه في النهر واستخفوا به ورذلوه استعظموه في اخر الامر اذا كان عطش الصديقين على خلاف عطشهم
- و اذ كانوا قد سفهوا في افكارهم الاثيمة وضلوا حتى عبدوا زحافات حقيرة ووحوشا لا نطق لها انتقمت منهم بان ارسلت عليهم جما من الحيوانات التي لا نطق لها
- لكي يعلموا ان ما خطئ به احد به يعاقب
- و لم يكن صعبا على يدك القادرة على كل شيء التي صنعت العالم من مادة غير مصورة ان تبعث عليهم جما من الادباب او الاسود الباسلة
- او من اصناف جديدة لم تعرف من الوحوش الضارية التي تنفخ نارا او تبعث دخانا قاتما او ترسل من عيونها شرارا مخيفا
- اذا لكانت تهلكهم خوفا من منظرها فضلا عن ان تهشمهم باصابتها
- بل قد كان نفس كافيا لاسقاطهم فيتعقبهم القضاء وروح قدرتك يذريهم لكنك رتبت كل شيء بمقدار وعدد ووزن
- و عندك قدرة عظيمة في كل حين فمن يقاوم قوة ذراعك
- ان العالم كله امامك مثل ما ترجح به كفة الميزان وكنقطة ندى تسقط على الارض عند السحر
- لكنك ترحم الجميع لانك قادر على كل شيء وتتغاضى عن خطايا الناس لكي يتوبوا
- لانك تحب جميع الاكوان ولا تمقت شيئا مما صنعت فانك لو ابغضت شيئا لم تكونه
- و كيف يبقى شيء لم ترده ام كيف يحفظ ما لست انت داعيا له
انك تشفق على جميع الاكوان لانها لك ايها الرب المحب النفوس