- ان البتولية مع الفضيلة اجمل فان معها ذكرا خالدا لانها تبقى معلومة عند الله والناس
- اذا حضرت يقتدى بها واذا غابت يشتاق اليها ومدى الدهور تفتخر باكليل الظفر بعد انتصارها في ساحة المعارك الطاهرة
- اما لفيف المنافقين الكثير التوالد فلا ينجح وفراخهم النغلة لا تتعمق اصولها ولا تقوم على ساق راسخة
- و ان اخرجت فروعا الى حين فانها لعدم رسوخها تزعزعها الريح وتقتلعها الزوبعة
- فتنقصف فروعها قبل اناها وتكون ثمرتها خبيثة غير ناضجة للاكل ولا تصلح لشيء
- و المولودون من المضجع الاثيم يشهدون بفاحشة والديهم عند استنطاق حالهم
- اما الصديق فانه وان تعجله الموت يستقر في الراحة
- لان الشيخوخة المكرمة ليست هي القديمة الايام ولا هي تقدر بعدد السنين
- و لكن شيب الانسان هو الفطنة وسن الشيخوخة هي الحياة المنزهة عن العيب
- انه كان مرضيا لله فاحبه وكان يعيش بين الخطاة فنقله
- خطفه لكي لا يغير الشر عقله ولا يطغي الغش نفسه
- لان سحر الاباطيل يغشي الخير ودوار الشهوة يطيش العقل السليم
- قد بلغ الكمال في ايام قليلة فكان مستوفيا سنين كثيرة
- و اذ كانت نفسه مرضية للرب فقد اخرج سريعا من بين الشرور اما الشعوب فابصروا ولم يفقهوا ولم يجعلوا هذا فيقلوبهم
- ان نعمته ورحمته لمختاريه وافتقاده لقديسيه
- لكن الصديق الذي قد مات يحكم على المنافقين الباقين بعده الشبيبة السريعة الكمال تحكم على شيخوخة الاثيم الكثيرة السنين
- فانهم يبصرون موت الحكيم ولا يفقهون ماذا اراد الرب به ولماذا نقله الى عصمته
- يبصرون ويزدرون والرب يستهزئ بهم
- سيسقطون من بعد سقوطا مهينا ويكونون عارا بين الاموات مدى الدهور فانه يحطمهم وهم مبلسون مطرقون ويقتلعهم من الاسس ويتم خرابهم فيكونون في العذاب وذكرهم يهلك
- يتقدمون فزعين من تذكر خطاياهم واثامهم تحجهم في وجوههم