Character: حك - 08
سفر الحكمة – الأصحَاحُ الثامن
- انها تبلغ من غاية الى غاية بالقوة وتدبر كل شيء بالرفق
- لقد احببتها والتمستها منذ صبائي وابتغيت ان اتخذها لي عروسا وصرت لجمالها عاشقا
- فان في نسبها مجدا لانها تحيا عند الله ورب الجميع قد احبها
- فهي صاحبة اسرار علم الله والمتخيرة لاعماله
- اذا كان الغنى ملكا نفيسا في الحياة فاي شيء اغنى من الحكمة صانعة الجميع
- و ان كانت الفطنة هي التي تعمل فمن احكم منها في هندسة الاكوان
- و اذا كان احد يحب البر فالفضائل هي اتعابها لانها تعلم العفة والفطنة والعدل والقوة التي لا شيء للناس في الحياة انفع منها
- و اذا كان احد يؤثر انواع العلم فهي تعرف القديم وتتمثل المستقبل وتفقه فنون الكلام وحل الاحاجي وتعلم الايات والعجائب قبل ان تكون وحوادث الاوقات والازمنة
- لذلك عزمت ان اتخذها قرينة لحياتي علما بانها تكون لي مشيرة بالصالحات ومفرجة لهمومي وكربي
- فيكون لي بها مجد عند الجموع وكرامة لدى الشيوخ على ما انا فيه من الفتاء
- و اعد حاذقا في القضاء وعجيبا امام المقتدرين
- اذا صمت ينتظرون واذا نطقت يصغون واذا افضت في الكلام يضعون ايديهم على افواههم
- و انال بها الخلود واخلف عند الذين بعدي ذكرا مؤبدا
- ادبر الشعوب وتخضع لي الامم
- يسمع الملوك المرهوبون فيخافونني ويظهر في الجمع صلاحي وفي الحرب باسي
- و اذا دخلت بيتي سكنت اليها لانه ليس في معاشرتها مرارة ولا في الحياة معها غمة بل سرور وفرح
- فلما تفكرت في نفسي بهذه وتاملت في قلبي ان في قربى الحكمة خلودا
- و في مصافاتها لذة صالحة وفي اتعاب يديها غنى لا ينقص وفي الترشح لمؤانستها فطنة وفي الاشتراك في حديثها فخرا طفقت اطوف طالبا ان اتخذها لنفسي
- و قد كنت صبيا حسن الطباع ورزقت نفسا صالحة
- ثم بازديادي صلاحا حصلت على جسد غير مدنس
- و لما علمت باني لا اكون عفيفا ما لم يهبني الله العفة وقد كان من الفطنة ان اعلم ممن هذه الموهبة توجهت الى الرب وسالته من كل قلبي قائلا